المغرب يرفع النقاب عن انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف


المغرب يرفع النقاب عن انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      كشف الوفد المغربي هوس الجزائر المرضي بقضية الصحراء المغربية أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة،  حيث أبرزت "منى الوزاني"، مستشارة البعثة الدائمة للمغرب لدى الأمم المتحدة، أن إصرار الجزائر على إثارة قضية الصحراء المغربية من بين جميع النقاط التي تمت مناقشتها داخل هذه اللجنة، يظهر أن هذا البلد هو بالفعل طرف رئيسي في هذا النزاع المفتعل، حيث قامت السيدة "الوزاني" بتفنيد الادعاءات المغلوطة لممثل الجزائر بشأن وضع حقوق الإنسان في الصحراء المغربية وإشارته المتحيزة إلى إدراج آليات مراقبة حقوق الإنسان ضمن ولاية المينورسو خلال المناقشة العامة للجنة عمليات حفظ السلام. مؤكدة أن الأمر لا يتعلق بتصفية الاستعمار حسب الرواية الجزائرية، وإنما باستكمال الوحدة الترابية للمملكة، التي كرستها واعترفت بها الأمم المتحدة بشكل نهائي، من خلال اتفاقية مدريد التي تم إيداعها لدى الأمين العام للأمم المتحدة في 18 نونبر 1975. ووجهت المتحدثة نفسها صفعة قوية لوفد الجارة الشرقية بإبرازها أن الاستفتاء، الذي لا ينفكون عن المطالبة به، قد تم إقباره نهائيا، إذ أن مجلس الأمن لم يأت على ذكره في قراراته طوال العقدين الماضيين وعلى العكس كان دائم الترحاب بالحل السياسي الواقعي والعملي والدائم والقائم على التوافق، المتمثل في المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي ما فتئ مجلس الأمن يرحب بجديتها ومصداقيتها، بما في ذلك قراره الأخير 2703.

ودعت الدبلوماسية المغربية الجزائر إلى الامتناع عن التطفل على النقاشات حول قضية لا تساهم فيها ولا تدرك رهاناتها، مذكرة بأن ولايات بعثات حفظ السلام محددة من قبل مجلس الأمن وأوضحت قائلة: "في الحالة الخاصة بولاية المينورسو تحديدا، جدد مجلس الأمن التأكيد على موقفه وموقف المجتمع الدولي في وقت سابق من هذا الأسبوع، من خلال اعتماد القرار 2703، الذي، وفضلا عن عدم الدعوة إلى تنفيذ أي آلية لمراقبة حقوق الإنسان، فإنه يرحب بالتدابير والمبادرات التي اتخذها المغرب لضمان النهوض بحقوق الإنسان وحمايتها في صحرائه، وكذا تفاعل المملكة مع الإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة".


وأعربت الدبلوماسية عن أسفها لجهل الجزائر ما يتعلق بحفظ السلام، "الذي لا يضاهيه سوى الكراهية التي تكنها للمغرب"، والذي يفسد نقاشا ذا أهمية كبرى بالنسبة للدول الأعضاء، لاسيما البلدان التي تساهم بقوات وأفراد الشرطة والدول المضيفة لبعثات حفظ السلام، معتبرة أن الجزائر لا تنتمي إلى أي من هذه الفئات وأنها لا تساهم بأي شكل من الأشكال في عمليات حفظ السلام الأممية قائلة: "لا وجود لقوات لحفظ السلام. لا قبعات زرق. ليس هناك مساهمة سوى بخبيرين في مهمة"، مضيفة "الجزائر لا ينقصها الأفراد أو الموارد، بل الإرادة السياسية والثقة في دور الأمم المتحدة في مجال حفظ السلام والأمن".

وعلاوة على ذلك، أكدت المتحدثة ذاتها أن وضعية حقوق الإنسان في الصحراء المغربية أفضل بكثير مما هي عليه في الجزائر وفي مخيماتها بتندوف، متحدية الوفد الجزائري الإجابة عن السؤال التالي: "إذا كانت بلادكم منشغلة حقا بالنهوض بحقوق الإنسان وحمايتها، لماذا لا تقوم بشيء يذكر من أجل تحسين الوضع في مخيمات تندوف، التي تعد البلد الحاضن لها، استجابة لقرارات مجلس الأمن، بل إنها، وعلى النقيض من ذلك، تواصل انتهاك حقوق الإنسان الأساسية للساكنة المحتجزة رغما عن إرادتها في هذه المخيمات؟".
وأردفت قائلة: "لماذا تسمح هذه الدولة لجماعة مسلحة (البوليساريو)، بتجنيد الأطفال في صفوف هؤلاء السكان؟ لماذا تجيز الانتهاكات، والاعتداءات الجنسية والاغتصاب في حق النساء والفتيات في المخيمات من قبل قيادات الجماعة الانفصالية، ومن بينهم المدعو ابراهيم غالي؟ لماذا يرتكب جيشها عمليات إعدام خارج نطاق القضاء وبإجراءات تعسفية ضد هؤلاء السكان؟ لماذا تسمح باعتقال وتعذيب المنشقين عن قيادة البوليساريو الفاسدة في المخيمات؟"

وتابعت متسائلة: "لماذا تصر الجزائر على رفض تسجيل سكان مخيمات تندوف، في انتهاك لقرارات مجلس الأمن وأحكام القانون الدولي الإنساني ولماذا تواصل بمعية البوليساريو نهب وتحويل المساعدات الإنسانية الموجهة للساكنة المحتجزة في هذه المخيمات، كما أبرز ذلك برنامج الأغذية العالمي في تقريره الصادر في يناير 2023؟"

واستدركت  السيدة "الوزاني" حديثها: "بل الأدهى من ذلك، لماذا قامت الجزائر، في خرق لقواعد وأحكام القانون الدولي، ولا سيما العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، بتفويض سيادتها واختصاصاتها، بما في ذلك صلاحياتها القضائية، في تندوف إلى البوليساريو، وتحرم بذلك ضحايا الانتهاكات من أي إمكانية للجوء إلى العدالة للمطالبة بجبر الضرر ومحاكمة مرتكبي هذه الجرائم".

ولكل هذه التساؤلات جواب واحد واضح ألا وهو أن: "الجزائر لا تكترث لحقوق الإنسان فحسب، بل هي للأسف من أسوأ الدول التي تنتهكها. وذكرت بأن وضعية حقوق الإنسان في الجزائر تمثل "وصمة عار سوداء" في تاريخ الأمم المتحدة، مستشهدة ببعض التصاريح من قبيل: تصريح "كليمان فول" المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في حرية التجمع السلمي وحرية تكوين الجمعيات ، بأنه "يتعين إيلاء أهمية عاجلة للوضع الراهن للقيود القانونية والملاحقات القضائية في حق الأفراد والجمعيات في الجزائر". وتصريح "ماري لولور" المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان، التي كانت قد أعربت في فبراير 2023 عن انشغالها إزاء القمع المتزايد في حق المجتمع المدني من قبل السلطات الجزائرية، بما في ذلك إقدام الحكومة الجزائرية على حل جمعيات بارزة للدفاع عن حقوق الإنسان في الجزائر. مذكرة بأن مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان "ميشيل باشلي" جددت التعبير خلال تصريح شفوي لها أمام مجلس حقوق الإنسان، في مارس 2022، عن قلقها العميق إزاء انتهاكات حقوق الإنسان من طرف السلطات الجزائرية، مبرزة أنه "في الجزائر، يساورني القلق إزاء القيود المتزايدة المفروضة على الحريات الأساسية، بما في ذلك زيادة عمليات توقيف واحتجاز المدافعين عن حقوق الإنسان".

وذكرت بأن الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي قام، في شتنبر 2022، بمواجهة الجزائر بسبب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. إذ تندرج الجزائر ضمن البلدان الثلاثة التي تضم أعلى معدلات الاختفاء القسري.

اترك تعليقاً