المغرب يخلد الذكرى الـ68 لانطلاق أشغال طريق الوحدة ملحمة وطنية لبناء مغرب الاستقلال


المغرب يخلد الذكرى الـ68 لانطلاق أشغال طريق الوحدة ملحمة وطنية لبناء مغرب الاستقلال صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

        يخلد الشعب المغربي، يوم السبت، الذكرى الثامنة والستين لانطلاق أشغال بناء طريق الوحدة، المشروع الوطني التاريخي الذي أطلقه جلالة المغفور له محمد الخامس عام 1957، بعد أقل من عام على استقلال المغرب، في خطوة رمزية وتجسيد فعلي للجهاد الأكبر ومفهوم الوحدة الوطنية.

 

في 15 يونيو 1957، أطلق جلالة المغفور له محمد الخامس من مدينة مراكش نداء ساميا دعا فيه الشباب المغربي إلى التطوع لبناء طريق تربط بين تاونات وكتامة، معلنا عن مشروع أطلق عليه اسم "طريق الوحدة"، لما يحمله من رمزية في ربط شمال البلاد بجنوبها وتوحيد الشعب بعد عقود من التقسيم الاستعماري.

 

وقد أعلن جلالته، في ذات الخطاب، عن تطوع ولي العهد آنذاك، الأمير مولاي الحسن، ليكون أول المتطوعين في هذا الورش الوطني، مما شكّل قدوة ورمزاً لحماس الشباب المغربي آنذاك.

 

وبلغ طول الطريق 80 كيلومترا، وتطوع لإنجازه أكثر من 12 ألف شاب من مختلف جهات المملكة، في تجربة فريدة من نوعها شكلت مدرسة وطنية لترسيخ قيم المواطنة، والانخراط في مشاريع التنمية، والتكوين التربوي والعسكري.

 

أشرف على المشروع المناضل المهدي بنبركة، الذي كان له دور محوري في التأطير والتكوين، إلى جانب لجان متعددة نظمت عمليات الإيواء والتموين والإدارة والتنسيق، حيث تم تجهيز المخيمات والمرافق الصحية والبنيات الضرورية لاستقبال المتطوعين.

 

وفي 5 يوليوز 1957، أعطى جلالة الملك محمد الخامس الانطلاقة الرسمية لأشغال الطريق من موقع "ايكاون"، حيث عاين بنفسه الورش وأدى صلاة الجمعة رفقة المتطوعين. وشهدت الشهور الثلاثة التي تلت، تعبئة وطنية شاملة وروحا عالية من التضامن والعمل التطوعي.

 

وفي أكتوبر من نفس السنة، اختتم المشروع التاريخي بخطاب مؤثر للملك محمد الخامس في استعراض المتطوعين، قال فيه:

"إذا تحمل أبناء المغرب مسؤولية، قاموا بها خير قيام... وبفضل هذه الطريق المباركة، تم التوحيد بين الشمال والجنوب، ذلك التوحيد الذي طالما كافحنا من أجله."

 

واليوم، وبعد مرور 68 عاما على هذه الملحمة الوطنية، تواصل أسرة المقاومة وجيش التحرير استحضار هذه الذكرى، تأكيدا على التمسك بقيم الوحدة والتعبئة الوطنية، ومواصلة الانخراط في مسيرة التنمية تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، دفاعاً عن الوحدة الترابية وتعزيزا للعدالة المجالية والتنمية المستدامة.

اترك تعليقاً