المركب الكبيرلفاس جوهرة كاملة الأوصاف يستعد لاستقبال مباريات المجموعة ال 3 من كأس أمم إفريقيا المغرب 2025


المركب الكبيرلفاس جوهرة كاملة الأوصاف يستعد لاستقبال مباريات المجموعة ال 3 من كأس أمم إفريقيا المغرب 2025 صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      مع اقتراب موعد انطلاق منافسات كأس إفريقيا للأمم 2025 بالمغرب، تتصاعد وتيرة الحماس بمدينة فاس، الحاضرة العريقة، التي تهمس أزقتها العتيقة بعبق قرون من التاريخ، باتت تحتضن مركبا رياضيا، جاهزا، تماما، لاستضافة هذا العرس القاري.

فقبل أيام قليلة من انطلاق البطولة، أضحى ملعب المدينة يكتسي حلة جديدة، بعدما خضع لعملية تحديث وتجديد شاملة، ليصبح مترسخا أكثر في صلب الحياة اليومية للمدينة.

فعلى مدى 13 شهرا، عرف الورش وتيرة عمل متواصلة، ساهم فيها آلاف الأشخاص من مهندسين وحرفيين وعمال وتقنيين وغيرهم.

فقد وحد أكثر من 7.000 مهني جهودهم، مراكمين أكثر من 7 ملايين ساعة عمل، وهو رقم مثير للإعجاب، ولكنه يرمز، قبل كل شيء، لتعبئة جماعية، ومغربية صرفة.

لقد بات المركب يمتد بفخر على مساحة 32 هكتارا، ولدى دخول المرء إلى الملعب، يتجه نظره أولا إلى 35 ألف مقعد جديد تماما، جرى تصميمها لتوفر تجربة مريحة وآمنة.

وعلى أرضية الملعب الرئيسي، يغري العشب الطبيعي الأخضر الزاهي بخوض مباريات رائعة، بينما ستوفر الملاعب الثلاثة الملحقة للفرق ظروف تدريب تليق بأكبر البطولات، أما مضمار ألعاب القوى المكون من 8 مسارات، فيذكر بأن هذه المنشأة تبقى فضاء حيويا ومتعدد الاستخدامات، ومفتوحا لممارسة تخصصات رياضية أخرى.

وبالنسبة لحدث من هذا الحجم، يحتل الجانب الأمني مكانة جوهرية، ولهذا السبب، تم تجهيز الملعب بنظام أمني حديث يشتمل على 520 كاميرا تراقب أدق الزوايا، وترتبط بمركز محوري للقيادة.

ولجعل عملية الدخول إلى المركب أكثر سلاسة، فكر المنظمون، أيضا، في راحة الجماهير، من خلال مضاعفة نقاط التفتيش وعددها 60 نقطة في المجمل، كما تم إدراج ابتكار مهم يتمثل في مبنى منظم يفصل بوضوح مسارات اللاعبين والمسؤولين عن مسارات الجمهور.

ويهدف هذا التصور التنظيمي إلى تفادي التقاطعات غير المجدية وضمان تدبير سلس للتنقل. وبطبيعة الحال، جرى توفير تجهيزات ومرافق خاصة لفائدة الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وجرى الاهتمام، أيضا، في هذه المنشأة الرياضية بالمنظومة المهنية التي تدور حول رياضة كرة القدم.

 وهكذا فقد تمت إعادة تصميم منصة الصحافة بشكل كامل، عبر تجهيز 216 موقع عمل مزودة بشاشات فردية، وفضاء عملي ومشرق، يتيح للصحفيين وفرق الإعلام الاشتغال في أفضل الظروف. وغير بعيد تم إحداث قاعة حديثة للمؤتمرات مهيئة لاحتضان الندوات الصحفية واللقاءات مع المدربين واللاعبين.

أما بالنسبة لكبار الضيوف، فقد تم تجهيز 12 مقصورة لكبار الشخصيات من فئتي (VVIP) و (VIP)، إلى جانب 3 مقصورات للضيافة، بعناية خاصة تجمع بين الراحة والجمالية.

وخلف هذه البساطة الظاهرة يختبئ عمل تقني كبير، إذ بات الملعب يتوفر على نظام كهربائي معزز يضم محطات تحويل ومولدات كهربائية قادرة على تقديم حل بديل فوري في حال حدوث أي طارئ، كما أن نظام الإضاءة، المطابق للمعايير الدولية، سيمكن من نقل المباريات تلفزيونيا بجودة عالية، بما في ذلك المباريات التي تجرى ليلا. ويكتمل كل ذلك بشاشتين عملاقتين ونظام عرض "LED" محيطي، وهو ما سيساهم في تعزيز تجربة الجماهير وتمكينهم من أن يعيشوا أجواء المباريات بكامل تفاصيلها.

ولم تقتصر عملية التجديد على الجوانب التقنية، فحسب، بل سعت، أيضا، إلى إبراز هوية مدينة فاس وذاكرتها العريقة، حيث تعكس الواجهات وبعض الفضاءات الداخلية زخارف مستوحاة من العمارة التقليدية.

وفي ظل هذا الانسجام بين الحداثة والتراث، أصبح الملعب بمثابة رمز لمدينة تتطلع إلى المستقبل دون التفريط في روحها الأصيلة. وبالموازاة مع ذلك، جرى اعتماد مخطط متكامل للتنقل، يشمل موقفا يتسع ل 1.570 سيارة إضافة إلى موقف يتسع ل 154 حافلة، من أجل ضمان تدبير سلس لتدفقات الزوار المنتظرين.

وقريبا جدا، سيعيش هذا الصرح الرياضي على إيقاع هتافات آلاف المشجعين، حيث ستحتضن مدينة فاس 3 مباريات ضمن منافسات المجموعة ال 3 التي تضم نيجيريا وتونس وأوغندا وتنزانيا. وسيقص منتخب نيجيريا، الملقب ب "النسور الخضر"، شريط مشاركته في هذه الدورة بمواجهة تنزانيا يوم 23 دجنبر، قبل خوض قمة مرتقبة أمام تونس في ال 27 من الشهر ذاته. وفي 30 دجنبر، يلتقي المنتخب النيجيري بنظيره الأوغندي لاختتام دور المجموعات.

وفي حال تصدر نيجيريا للمجموعة، فستحتضن فاس مباراة من دور ثمن النهائي في السادس من يناير، وهو ما من شأنه إطالة أجواء الاحتفال الكروي بالمدينة.

وخلال أيام قليلة، ستضاء الكشافات، وستتعالى الأناشيد، وسيخفق قلب مدينة فاس على إيقاع كرة القدم الإفريقية. فملعبها، الذي خضع لعملية تأهيل شاملة أصبح جاهزا، لا ينتظر سوى إعطاء انطلاقة سحر المنافسة.

اترك تعليقاً