أسامة طنان يخلد اسمه في سجلات الفيفا بهدف تاريخي في نهائي كأس العرب
صورة - م.ع.ن
دون الدولي المغربي أسامة طنان اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم، بعدما وقع، مساء الخميس، هدفا استثنائيا في شباك المنتخب الأردني خلال نهائي كأس العرب 2025 بقطر، هدف وصف بالأنطولوجي وجعل منه أحد أجمل الأهداف في تاريخ المسابقات التي تقام تحت إشراف الفيفا.
هذا الهدف أعاد إلى الذاكرة لقطة خالدة في الكرة المغربية، حين سجل محمد علي عمار الملقب بـ“نعيم” هدف الفوز التاريخي لفريق سرقسطة الإسباني في نهائي كأس الكؤوس الأوروبية عام 1995 أمام أرسنال، بتسديدة بعيدة المدى في الدقيقة 119. غير أن هدف طنان، بحسب محللين ومتتبعين، تفوق من حيث الجمالية والإثارة، سواء من حيث المسافة أو عنصر المفاجأة.
وأطلق طنان تسديدة صاروخية بقدمه اليسرى من مسافة تناهز 59 مترا، بسرعة قاربت 70 كيلومترا في الساعة، مستغلا تقدم الحارس الأردني يزيد أبو ليلى، لتستقر الكرة في الشباك رغم محاولته اليائسة إبعادها. لقطة لم تمنح فقط التقدم للمنتخب المغربي، بل رسمت لوحة فنية نادرة أظهرت جرأة اللاعب، ودقة قراره، وثقته العالية في إمكانياته.
وجاءت روعة الهدف أيضا من كونه وقع في لحظة لم تكن في الحسبان، حيث اختار طنان الحل الأصعب والأجمل في آن واحد، موجها كرة قطعت أكثر من نصف الملعب قبل أن تعانق الشباك وسط ذهول اللاعبين والجماهير والأطقم التقنية. ولم يكن الهدف مجرد تسجيل مبكر، بل لحظة مفصلية منحت أسود الأطلس أفضلية نفسية ومعنوية في النهائي.
وتفاعل الجمهور المغربي داخل الملعب وخارجه بشكل هستيري مع هذه اللقطة الخالدة، كما انفجرت دكة البدلاء فرحا، في حين توجه لاعبو المنتخب الأردني للاطمئنان على حارسهم أبو ليلى الذي اصطدم بالقائم أثناء محاولته التصدي للتسديدة القوية.
ويذكر أن أسامة طنان، المولود سنة 1994 بمدينة تطوان، انتقل في سن مبكرة إلى هولندا رفقة أسرته، حيث تدرج في الفئات السنية لعدة أندية بارزة، من بينها أياكس وبي إس في أيندهوفن وأوتريخت وهيريفين، قبل أن يخوض مسيرة احترافية متنوعة شملت هيراكليس وسانت إيتيان ولاس بالماس وفيتيس أرنهيم وغوتزيبي ونيميخن، وصولا إلى نادي أم صلال القطري صيف 2023.
واختار طنان الدفاع عن ألوان المنتخب المغربي سنة 2016 بدعوة من المدرب بادو الزاكي، قبل أن يخوض أولى مبارياته الرسمية تحت قيادة هيرفي رينارد، حيث خاض عشر مباريات دولية سجل خلالها هدفين، ليضيف اليوم هدفا سيظل خالدا في ذاكرة الكرة العربية والمغربية.