السلطات المختصة بإقليم صفرو تواصل العمل على مرور فصل بارد دون ضرر على الساكنة
صورة - م.ع.ن
يشهد إقليم صفرو، الذي عرف خلال الأيام الأخيرة تساقطات مطرية غزيرة وتساقطات ثلجية استثنائية، تعبئة شاملة ومتواصلة من قبل مختلف المصالح المعنية.
فبسفح جبل بويبلان، أعلى قمم الأطلس المتوسط بعلو يصل إلى 3192 مترا، تواصلت، يوم أمس الخميس، الجهود الرامية إلى فك العزلة عن عدد من الدواوير وتقديم المساعدة للساكنة المحلية.
وعلى مستوى الطريق الجهوية رقم 508 الرابطة بين إقليمي صفرو وتازة، واصلت آليات المديرية الجهوية للتجهيز، لليوم الثالث على التوالي بعد أولى التساقطات الثلجية، عملياتها لإعادة فتح المسلك المؤدي إلى دوار إمزوجن، أحد الدواوير المعزولة التي تضم حوالي 30 أسرة.
ويعد هذا المقطع من بين عدة طرق أعادت فرق المديرية الإقليمية للتجهيز فتحها، بتنسيق مع مختلف المصالح المعنية، بعد أن تسببت التساقطات الثلجية الكثيفة التي شهدتها المرتفعات بالإقليم في قطع عدد من المسالك والطرق.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أفاد رئيس مكتب الصيانة بالمديرية الإقليمية للتجهيز، أحمد مبتكر، بأنه تم إطلاق تعبئة كبيرة عقب التساقطات التي عرفها الإقليم، بهدف فك العزلة عن الساكنة المتضررة وضمان انسيابية حركة السير.
وأوضح أن الفرق تمكنت، في ظرف 4 أيام (من 15 إلى 18 دجنبر)، من إعادة فتح 6 مقاطع طرقية كانت مغلقة بسبب الثلوج. ويتعلق الأمر بالطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين إفران وإيموزار (22 كلم)، والطريق الوطنية رقم 4 الرابطة بين صفرو وبولمان (70 كلم)، والطريق الإقليمية رقم 5014 بين صفرو وإيموزار على طول 22 كلم، والطريق الإقليمية رقم 5016 الرابطة بين صفرو وإيموزار على طول 23 كلم.
كما شملت هذه الجهود، يضيف المسؤول ذاته، الطريق الإقليمية رقم 5100 الرابطة بين جماعتي أدرج وتافجيجت على مسافة 14 كلم، والطريق الجهوية رقم 504 بين إغزران وجبل بويبلان على طول 50 كلم، مؤكدا أن الهدف الأساسي من هذه التدخلات يتمثل في فك العزلة عن الدواوير ومواكبة الساكنة المحلية، خلال هذه الفترة التي تعرف موجة برد قارس.
ومن بين التحديات البارزة التي رفعتها السلطات المحلية، أيضا، مسألة التكفل بالنساء الحوامل القريبات من وضع مواليدهن، فبمصلحة الولادة برباط الخير، انخرطت جمعية "الخير" لحماية الأم والطفل، التي تشرف على تسيير هذه الوحدة، على توفير الرعاية والخدمات اللازمة للنساء المستفيدات، لاسيما القادمات من المناطق النائية.
وأفاد عصام قدميري، رئيس مصلحة شبكة المؤسسات الصحية بالمندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بصفرو، بأن هذه العملية تندرج في إطار تنزيل المخطط الإقليمي لعملية "رعاية"، التي تتواصل إلى غاية شهر مارس المقبل.
وأوضح أن عملية "رعاية"، التي تأتي تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تهم 12 نقطة مصنفة ضمن المناطق ذات الخطر المرتفع، وتستهدف ساكنة يفوق تعدادها 6000 نسمة موزعة على 3 جماعات ترابية.
وأوضح السيد قدميري أن الساكنة القاطنة بالمناطق ذات الخطر المتوسط تستفيد من خدمات الوحدات الطبية المتنقلة، مشيرا إلى تنظيم 5 قوافل طبية متعددة التخصصات لفائدة المناطق المتضررة من موجة البرد، بهدف التكفل بالمرضى المصابين بالأمراض المزمنة، وتعزيز صحة الأم والطفل، وغيرها من الخدمات الصحية.
وإلى حدود الساعة، تم التكفل ب 4 نساء حوامل من أصل 19 تم إحصاؤهن بهذه المناطق، وذلك على مستوى مصالح الولادة بالإقليم، مع ضمان ظروف ولادة آمنة.
وأفادت إلهام الصافي، إحدى النساء الحوامل اللواتي تم التكفل بهن بهذه البنية الصحية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “أعيش بدوار ناء، وتم نقلي إلى مصلحة الولادة برباط الخير بعدما شعرت بآلام ما قبل الوضع نهاية الأسبوع الماضي".
وأضافت "لقد حظينا باستقبال جيد ورعاية صحية ملائمة، سواء من حيث العناية الطبية أو المواكبة، بفضل مجهودات أطر مصلحة الولادة والمركز الصحي".