إصلاح طبقة الأوزون ساهم في تسريع الاحتباس الحراري بشكل غير متوقع


إصلاح طبقة الأوزون ساهم في تسريع الاحتباس الحراري بشكل غير متوقع صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

          كشف فريق من العلماء أن الجهود الدولية لإصلاح طبقة الأوزون، التي استمرت على مدى العقود الأربعة الماضية، قد أدت بشكل غير متوقع إلى زيادة درجات حرارة الأرض، ما شكل ضغطا إضافيا على ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.

 

لطالما اعتبرت طبقة الأوزون درعا واقيا يحمي الكوكب من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، إلا أن اكتشاف ثقب ضخم فوق القارة القطبية الجنوبية في ثمانينيات القرن الماضي، بسبب استخدام مركبات الكلوروفلوروكربون (CFCs) في أجهزة التبريد وعلب الرش، دفع العالم إلى فرض قيود صارمة على هذه المواد.

 

ومع أن هذا الحظر نجح في استعادة مستويات الأوزون في الغلاف الجوي، فإن الزيادة الحالية في الغاز أصبحت تحبس جزء من الحرارة التي كانت تتسرب سابقا إلى الفضاء، مما أسهم في ارتفاع حرارة الكوكب.

 

ووفقا لدراسة حديثة أُجريت بتعاون بين باحثين من الولايات المتحدة وأوروبا، فإن ارتفاع مستويات الأوزون  سواء نتيجة تعافي الطبقة أو بسبب التلوث المستمر  قد يؤدي إلى حبس حرارة إضافية بنسبة تصل إلى 40% بحلول عام 2050، وهو ما قد يقلص المكاسب المناخية التي تحققت بعد حظر المواد المستنفدة للأوزون.

 

واستخدم العلماء سبعة نماذج حاسوبية متطورة لمحاكاة التغيرات في الغلاف الجوي بين عامي 2015 و2050، وتبين أن أكثر من ثلث الحرارة الزائدة ناجم عن تعافي الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية، بينما تأتي النسبة الأكبر من التلوث الأرضي مثل الضباب الدخاني وعوادم السيارات.

 

وقال البروفيسور ويليام كولينز من جامعة ريدينغ البريطانية:

 

"رغم أن حظر المواد الكيميائية الضارة بالأوزون كان خطوة ضرورية، إلا أن تعافي الطبقة نفسه يساهم الآن في زيادة حرارة الأرض".

 

وحذر الباحثون من أن استمرار هذا الاتجاه قد يؤدي إلى صيف أكثر سخونة، وارتفاع مستويات البحار، وصعوبة تحقيق أهداف المناخ العالمية، مشددين على ضرورة خفض تلوث الهواء بشكل عاجل.

 

وأشار التقرير إلى أن ترك ثقب الأوزون دون إصلاح لم يكن ليكون حلا أيضا، إذ كان سيعرض البشرية إلى أخطار جسيمة مثل ارتفاع معدلات سرطان الجلد، ومشكلات العين والبصر، إلى جانب تأثيرات كارثية على الكائنات البحرية الدقيقة التي تنتج نصف الأوكسجين على الأرض، ما يهدد النظام البيئي والغذائي العالمي.

اترك تعليقاً