كان 2025 بالمغرب منعطف حاسم يعيد رسم مستقبل الكرة الإفريقية


 كان 2025 بالمغرب منعطف حاسم يعيد رسم مستقبل الكرة الإفريقية
أفريكا فور بريس - و.م.ع

      اعتبر نائب رئيس الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم، روبرت لي، أن المغرب يقف على أعتاب تنظيم نسخة استثنائية من كأس أمم إفريقيا 2025، مرجحا أن تشكل هذه الدورة محطة مفصلية في مسار تطوير كرة القدم بالقارة، بالنظر إلى ما يتوفر عليه البلد من جاهزية تنظيمية وبنية تحتية متقدمة ورؤية كروية متكاملة.

 

وفي حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أكد الخبير الفرنسي أن المملكة تتوفر على جميع الشروط الكفيلة بجعل هذه النسخة نموذجا يحتذى به، موضحا أن الطموح المغربي لا يقتصر على إنجاح التظاهرة، بل يتجاوز ذلك إلى إعادة تموقع كأس أمم إفريقيا ضمن كبرى المسابقات الكروية على الصعيد الدولي.

 

وأوضح لي أن المعطيات الميدانية تؤكد هذا التوجه، مشيرا إلى توفر منشآت رياضية حديثة، وشبكة لوجستية فعالة، إضافة إلى موارد بشرية راكمت تجربة كبيرة في تنظيم التظاهرات الكبرى. واعتبر أن هذه العناصر مجتمعة تجعل من المغرب مرشحا طبيعيا لتنظيم بطولة بمعايير عالمية.

 

ولفت المتحدث إلى أن الرهان المغربي يحمل بعدين متكاملين، يتمثل الأول في التنظيم المحكم، فيما يتعلق الثاني بالطموح الرياضي، إذ يسعى المنتخب الوطني، مدعوما بجماهيره، إلى التتويج باللقب القاري المنتظر، في بطولة تقام على أرضه.

 

وأشار روبرت لي إلى أن تنظيم كأس أمم إفريقيا يندرج ضمن سياق أوسع يتمثل في ترسيخ مكانة المغرب كوجهة مفضلة لاستضافة التظاهرات الرياضية الدولية، خاصة مع اقتراب موعد كأس العالم 2030، الذي ينظمه المغرب بشراكة مع إسبانيا والبرتغال.

 

وأضاف أن الثقة المتزايدة التي تحظى بها المملكة لدى الهيئات الكروية العالمية تتجلى في منحها تنظيم بطولات كأس العالم للفئات السنية، معتبرا ذلك دليلا واضحا على مصداقية النموذج المغربي وقدرته على إنجاح المواعيد الكبرى.

 

ورأى نائب رئيس الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم أن كان 2025 تمثل فرصة ذهبية لتقديم صورة مشرقة عن كرة القدم الإفريقية، مؤكدا أن هذه النسخة مرشحة لأن تكون نقطة تحول تاريخية تعزز إشعاع القارة على الساحة العالمية.

 

كما شدد على أن المغرب بات يشكل قاطرة حقيقية لكرة القدم الإفريقية، بفضل مشروع رياضي متكامل يقوم على التكوين، والتخطيط بعيد المدى، والاستثمار في البنيات التحتية، ما جعله نموذجا يحتذى به داخل القارة.

 

وأشاد لي بالتطور اللافت الذي عرفته الكرة المغربية خلال العقد الأخير، معتبرا أن ثمار العمل المنهجي بدأت تظهر بوضوح، سواء على مستوى المنتخبات السنية أو المنتخب الأول، الذي بات من بين أبرز القوى الكروية في إفريقيا.

 

وبخصوص حظوظ أسود الأطلس في المنافسة على اللقب، أشار إلى توفر مجموعة من العوامل الإيجابية، من بينها اللعب على الأرض، والاستقرار التقني، والخبرة التي راكمها الطاقم الوطني بقيادة المدرب وليد الركراكي، مع التأكيد في الوقت نفسه على ضرورة التعامل بحذر مع ضغط التوقعات.

 

وتوقف المتحدث عند أهمية التكوين في المشروع الكروي المغربي، مبرزا أن قوة هذا النموذج تكمن في الجمع بين تطوير المواهب محليا والاستفادة من الكفاءات المغربية المتألقة في الخارج، في إطار رؤية متوازنة ومستدامة.

 

وختم روبرت لي حديثه بالتأكيد على أن كأس أمم إفريقيا 2025 ستترك إرثا يتجاوز النتائج الرياضية، معتبرا أنها قد تسهم بشكل فعلي في رسم ملامح مستقبل كرة القدم الإفريقية، وترسيخ مكانة المغرب كشريك استراتيجي موثوق على الساحة الكروية الدولية.

اترك تعليقاً