عصر كلمات المرور يقترب من نهايته والتحول إلى المصادقة الذكية ضرورة ملحة


 عصر كلمات المرور يقترب من نهايته والتحول إلى المصادقة الذكية ضرورة ملحة صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

         أطلقت شركتا "غوغل" و"مايكروسوفت" تحذيرات عاجلة لمستخدمي الإنترنت، حذرتا فيها من أن كلمات المرور التقليدية لم تعد وسيلة آمنة لحماية الحسابات الرقمية، بعدما أصبحت تشكل ثغرة رئيسية يستغلها القراصنة للوصول إلى بيانات المستخدمين عبر تسريبات واسعة النطاق.

 

ووفق تقارير أمنية حديثة، رصد الباحثون أكثر من 30 قاعدة بيانات ضخمة تحتوي على نحو 16 مليار اسم مستخدم وكلمة مرور تم تسريبها أو بيعها في أسواق الإنترنت المظلم، ما دفع الشركتين إلى دق ناقوس الخطر بشأن خطورة استمرار الاعتماد على هذا النمط التقليدي من الحماية.

 

وأوضح خبراء الأمن السيبراني أن القراصنة باتوا يستخدمون بيانات مسروقة مسبقا لاختراق حسابات جديدة، مستفيدين من تكرار المستخدمين لنفس كلمات المرور عبر خدمات مختلفة، مما يجعل الهجمات أكثر فعالية وأوسع تأثيرا، خاصة في ظل التوسع الكبير في الخدمات السحابية والرقمية.

 

ولتقليل المخاطر، شددت "غوغل" و"مايكروسوفت" على ضرورة تفعيل المصادقة متعددة العوامل (MFA) التي تضيف طبقة أمان إضافية، مثل رمز تحقق يرسل إلى الهاتف أو استخدام جهاز موثوق. كما دعتا المستخدمين إلى تبني مفاتيح الدخول الرقمية (Passkeys) التي تمثل مستقبل الحماية الإلكترونية، نظرا لصعوبة اختراقها مقارنة بكلمات المرور.

 

ونصحت الشركتان بتغيير كلمات المرور القديمة أو المتكررة، واختيار كلمات أكثر تعقيدا، مع مراجعة الأنشطة غير المألوفة في الحسابات بانتظام، والاستعانة بمدير كلمات مرور موثوق لتنظيم وإدارة بيانات الدخول.

 

وترى الشركات أن هذه التحذيرات تمثل بداية مرحلة "ما بعد كلمة المرور"، حيث يتجه العالم نحو أنظمة تحقق أكثر ذكاء وأمانا تعتمد على الهوية والمصادقة الحيوية بدل الرموز النصية التقليدية.

 

ويأتي هذا التحول ليضع مسؤولية مزدوجة على المستخدمين والمؤسسات معا:

فالمؤسسات مطالبة بتسريع اعتماد تقنيات الحماية المتقدمة، فيما يطلب من المستخدمين التخلي عن عاداتهم القديمة في إدارة كلمات المرور لصالح حلول أكثر تطورا تحمي بياناتهم في العصر الرقمي الجديد.

اترك تعليقاً