ندوة بدكار تسلط الضوء على المبادرات المغربية لتنمية الواجهة الأطلسية لإفريقيا

نظمت سفارة المملكة المغربية في السنغال، يوم الإثنين بالعاصمة دكار، ندوة رفيعة المستوى حول إسهام المبادرات المغربية في تنمية الواجهة الأطلسية للقارة الإفريقية، وذلك في إطار الاحتفال بعيد العرش المجيد.
الندوة، التي أقيمت بشراكة مع معهد "إيميرجونس"، حملت عنوان "نحو سلاسل قيمة مندمجة من أجل إفريقيا أطلسية صاعدة"، وشارك في تأطيرها خبراء اقتصاديون ودبلوماسيون بارزون.
وفي كلمته الافتتاحية، أشار سفير المغرب في السنغال، حسن الناصري، إلى أن اللقاء يأتي في سياق جيوسياسي معقد يشهد تحولات كبرى، معتبرا أن "الواجهة الأطلسية لإفريقيا، الممتدة من كاب سبارتيل في المغرب إلى كاب تاون بجنوب إفريقيا، تشكل فضاء استراتيجيا للالتقائية البحرية والطاقية والبشرية والاقتصادية"، حيث تضم نحو 40% من سكان القارة وتنتج أكثر من 55% من ناتجها الداخلي الخام.
وأكد الناصري أن هذه الإمكانات لا تزال غير مستغلة بالشكل الكافي، داعياً إلى بناء بنية تحتية مترابطة، وتكامل صناعي، وحكامة إقليمية فعالة، مبرزاً ثلاث مبادرات كبرى أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس: المبادرة الملكية لدول إفريقيا الأطلسية، ومشروع خط أنبوب الغاز الإفريقي-الأطلسي، ومبادرة تمكين دول الساحل غير الساحلية من الولوج إلى المحيط الأطلسي.
من جهته، شدد رئيس معهد "إيميرجونس"، مبارك لو، على أهمية الدور الذي يضطلع به المغرب في دعم ممرات الاندماج القاري، مشيراً إلى أن مشروع ممر طنجة-لاغوس يمثل رافعة استراتيجية لتيسير التبادل التجاري وخفض آجال النقل بنسبة تصل إلى 30%، بالإضافة إلى خلق أقطاب لوجستيكية حول المدن المينائية.
أما رئيس الجمعية الوطنية السنغالية، مالك نداي، فقد وصف الواجهة الأطلسية الإفريقية بأنها شريط جيو-استراتيجي زاخر بالثروات، مشدداً على ضرورة اعتماد رؤية اقتصادية يقودها الأفارقة أنفسهم من أجل تحقيق السيادة والكرامة المشتركة.
بدوره، أشاد الوزير الأول السنغالي السابق، مصطفى نياس، بالمبادرات "الملموسة والنموذجية" التي أطلقها المغرب في هذا السياق، معتبراً إياها تجسيداً لرؤية إفريقية قائمة على التضامن والسيادة الاقتصادية.
وأجمع باقي المتدخلين على أهمية تعزيز تكامل البنى التحتية، وتكوين الكفاءات، وربط الموانئ والمناطق الصناعية وفق رؤية إفريقية مندمجة مع الواجهة الأطلسية، بما يخدم الازدهار المشترك ويتماشى مع أجندة الاتحاد الإفريقي 2063.