مبعوث الأمم المتحدة إلى الصحراء يشير إلى تحول مسار الدبلوماسية لصالح المغرب

بعد عقود من الجمود، يتم تحديد معالم تسوية قضية الصحراء بطريقة تصحح التحيز الاستعماري الذي عانى منه المغرب، وهي دولة مقسمة إلى مناطق احتلال مختلفة.في إحاطة مغلقة لمجلس الأمن الدولي في العاشر من أكتوبر 2025، أقر ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام، بما أصبح لا لبس فيه أن خطة الحكم الذاتي المغربية، التي طُرحت عام 2007، هي الآن الخيار الواقعي الوحيد والممكن سياسيا على الطاولة. في غضون ذلك، لا تزال الجزائر وحلفاؤها في جبهة البوليساريو متمسكين بخيار الاستفتاء الذي عفا عليه الزمن.هذا التحول صارخ. تدعم واشنطن وباريس ولندن مقترح الرباط علنا، واصفة إياه بـ"الواقعي والعملي". أما الولايات المتحدة، التي اعترفت بالسيادة المغربية عام 2020، فقد عززت موقفها، حيث تولت قيادة صياغة قرار مجلس الأمن هذا الشهر.وحتى موسكو وبكين تبديان انفتاحهما على حل سياسي يرتكز على الحكم الذاتي.بعد أن أنهى المغرب الصراع عسكريا بإحباط تكتيكات حرب العصابات الخاطفة التي رعتها الجزائر، يقترب الآن من حسم دبلوماسي لهذا النزاع المفتعل. وقد وطد علاقاته مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، مؤكدا نفوذه الدبلوماسي المتنامي. أيد ثلاثة من أصل خمسة خطة الحكم الذاتي بشكل قاطع، بينما أبدت روسيا والصين ردود فعل إيجابية قبيل قرار مجلس الأمن المتوقع صدوره بنهاية الشهر لتجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة في الصحراء.في المقابل، تتمسك الجزائر بخطة بالية، حيث تعهد الرئيس عبد المجيد تبون، مؤخرا، بعدم التخلي أبدا عن جبهة البوليساريو، الحركة الانفصالية التي تسلحها وتمولها وتؤويها. إصرار الجزائر على إجراء استفتاء طالما اعتُبر غير قابل للتطبيق، ينم عن جمود يعيق التقدم.والأسوأ من ذلك، أن ميزانية الدفاع الجزائرية المتضخمة، التي تبلغ الآن 25 مليار دولار، تثير مخاوف من تصعيد في منطقة هشة أصلا. وقد حذر ستافان دي ميستورا من أن العسكرة تهدد بتحويل صراع مجمد إلى مواجهة مفتوحة.وكانت وصفة المبعوث واضحة: يجب على الجزائر أن "تساعد البوليساريو على إعطاء الأولوية للمسار السياسي"، بحسب تسريبات لإحاطته الإعلامية من قبل وسائل إعلام مغربية ودولية.هذا يعني التخلي عن المطالب المتطرفة والانخراط في محادثات مباشرة مع المغرب وموريتانيا والأمم المتحدة قبل نهاية العام. ويحذر من أن البديل هو "شلل دبلوماسي" وخطر تجدد الحرب.ودعا دي ميستورا إلى تجديد مهمة الأمم المتحدة في الصحراء "حتى في شكل مخفض"، محذرا من أن الانسحاب من شأنه أن يخلق فراغا خطيرا.في الوقت الذي يتجه فيه العالم نحو الواقعية، يعرض المغرب الحكم الذاتي كإطار للتسوية، أما الجزائر فلا تعرض سوى العرقلة.