الأزمة المعيشية في إيران تتفاقم اللوبياء تتحول من طعام الفقراء إلى رمز الغلاء

تعيش إيران واحدة من أكثر موجات الغلاء حدة في تاريخها الحديث، إذ لم تسلم حتى أبسط المواد الغذائية من التضخم المتصاعد، فبعد أن كانت "اللوبياء" تعد خيارا شعبيا واقتصاديا على موائد الإيرانيين، أصبحت اليوم عنوانا جديدا للأزمة المعيشية.
تأتي هذه القفزة في الأسعار وسط استمرار السلطات الإيرانية في نهجها التصعيدي على المستويين النووي والعسكري، وهو ما أدى مؤخرا إلى تفعيل "آلية الزناد" من قبل القوى الغربية، لتعود طهران إلى دائرة العقوبات الدولية وتتعاظم تبعات العزلة الاقتصادية على المواطنين.
وفق أحدث البيانات من الأسواق الإيرانية، وصل سعر الكيلوغرام الواحد من اللوبياء إلى نحو 660 ألف تومان (143,22 درهم مغربي)، أي أن عائلة صغيرة من أربعة أفراد تحتاج إلى أكثر من 19 مليون تومان (4123,00درهم مغربي) شهريا لتأمين وجبة يومية من هذا الطبق البسيط فقط. وبحسابات الدخل الحالية، فإن راتب العامل الشهري لا يكفي لتغطية هذه الكلفة، حتى دون احتساب أي نفقات أخرى.
المقارنة التاريخية تكشف حجم الانهيار في ماي 2024 كان سعر الكيلوغرام أقل من 150 ألف تومان (32,55درهم مغربي)، ليقفز خلال 15 شهرا إلى أكثر من أربعة أضعاف، وهذه الأرقام تعكس بوضوح ما يسميه الإيرانيون اليوم "موائد العمال الخاوية".
وفي موازاة الغلاء المتسارع، تجاوز سعر الدولار حاجز 118 ألف تومان(25,61درهم مغربي) في السوق الموازية، بعد إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن، ما أدى إلى موجة تضخمية جديدة طالت كل السلع تقريبا.
تحقيقات ميدانية في طهران أظهرت أن أسعار اللحوم ارتفعت إلى ما بين 1.2 و1.5 مليون تومان أي (260,40 و 325,50 درهم مغربي) للكيلوغرام، بينما بلغ سعر العدس 200 ألف تومان(43,40درهم مغرب) ، والحمص الأبيض 210 آلاف تومان(45.59 درهم مغربي) ، والرز الإيراني 300 ألف تومان أي (65,13درهم مغربي) حتى الحليب والجبن والزبدة والزيت النباتي شهدت زيادات قياسية، جعلت من "المواد الأساسية" رفاهية بعيدة المنال.
من جهة أخرى، يبلغ متوسط دخل العمال والموظفين في البلاد ما بين 12 و17 مليون تومان (101 إلى 145 دولارا) شهريا أي تقريبا ما بين 920,92 و 1322 درهم مغربي ، بينما تخطى خط الفقر لعائلة صغيرة 56 مليون تومان (475 دولارا)أي 4331,05 درهم مغربي. وهو ما يعني أن أغلب الأسر الإيرانية لم تعد قادرة على تأمين احتياجاتها الغذائية الأساسية، حتى مع التخلي عن اللحوم والألبان.
اليوم، يعيش أكثر من 80% من الإيرانيين تحت خط الفقر، وتتحول الوجبات اليومية إلى معركة للبقاء. ومع ارتفاع أسعار الحبوب، آخر ملاذ للفقراء، لم يعد هناك طعام بديل يمكن أن يخفف من قسوة الجوع في بلد يرزح تحت وطأة التضخم والعقوبات والعزلة السياسية.