لقاء يسلط الضوء على النهوض بالتعليم الأولي من خلال الابتكار


لقاء يسلط الضوء على النهوض بالتعليم الأولي من خلال الابتكار
أفريكا فور بريس - و.م.ع

       أبرز مشاركون في لقاء، نظم اليوم الأربعاء بالرباط، أوجه التقدم البيداغوجي للمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي في مجال الابتكار، باعتباره رافعة للارتقاء بهذه المرحلة التربوية.

 

وأوضح المتدخلون خلال اللقاء، الذي نظمته المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، أهمية الابتكار وتتبع الجودة في التعليم الأولي، مؤكدين دور الشراكات المؤسساتية في تعزيز القدرات وضمان استدامة البرامج وتحسين النتائج.

 

وفي هذا الإطار، توقف رئيس المؤسسة نور الدين بوطيب، عند ترسيخ التعليم الأولي ضمن أولويات التنمية البشرية، لاسيما المراحل الأربع لنموذج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مؤكدا أن المؤسسة منخرطة في دينامية طموحة لتنشئة أجيال مغرب الغد، وذلك وفق ثقافة حقيقية للابتكار.

 

كما أبرز أهمية تثمين الرأسمال البشري وإدماج أدوات الذكاء الاصطناعي لتسريع وتعزيز جودة التعليم، معتبرا أن الابتكار "ليس مجرد شعار بل التزام حقيقي لتمكين الأطفال من كافة الإمكانات الكفيلة بإنجاح مسارهم الدراسي".

 

ويخصوص التقييم، أبرز مدير الجودة والأثر بالمؤسسة، مولاي إسماعيل الطالبي، أن نموذج المؤسسة يقوم على ثلاثة محاور تتمثل في التميز التشغيلي للمؤسسة، وإرساء نظام المتابعة والتقييم، و دعم الجمعيات الصغيرة وضمان جودة متجانسة لهياكل المؤسسة.

 

وأضاف أن هذه الهندسة على مستوى المنظومة تتيح متابعة التقدم وتحسينه واتخاذ القرارات الضرورية، مسجلا أن الهدف يتمثل في ابتكار نماذج عمل تعطي الأولوية للتتبع الفردي للتلاميذ من أجل "ضمان عدم ترك أي طفل متخلف عن ركب التعليم الأولي".

 

من جانبها، أكدت المسؤولة عن الاستثمار في صندوق الابتكار في التنمية، أمينة زخنوف، أهمية تجهيز المنظمات بالقدرات اللازمة من أجل الإرتقاء بالتعليم الأولي، موضحة أن تجربة المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي تعد "نموذجا رائدا في هذا المجال".

 

وأشارت إلى أن المؤسسة اعتمدت على التميز التشغيلي كأداة للتعلم المستمر، وليس فقط كمعيار أو أسلوب عمل، مع التركيز على دعم التقييم واتخاذ القرارات المبنية على البيانات الواقعية.

 

من جهتها، أكدت المتخصصة في التربية بالبنك الدولي، ليا يونغمان، الدور الذي تضطلع به المؤسسة المالية في دعم الحكومات ماليا وتقنيا لتعزيز ممارسات التقييم ومراقبة الجودة في قطاع التعليم، موضحة أن هذا الدعم يشمل توفير الميزانيات اللازمة وبناء القدرات. كما شددت على أن قياس جودة التعليم لا يقتصر على مراقبة ما يحدث داخل الصفوف بل يشمل البنية التحتية والتفاعل بين المعلمين والتلاميذ، وعلاقات الأطفال مع أسرهم، وهي "علاقات تنطوي على صعوبة في القياس لكنها أساسية لتحسين الأداء التعليمي".

 

وسجلت أهمية تبادل التجارب وأفضل الممارسات بين البلدان، لافتة إلى أن الخبرة المغربية في هذا المجال من شأنها أن تشكل نموذجا يحتذى به في بلدان أخرى، لاسيما المشاريع التي شجعت على التفاعل المباشر مع الأطفال وتأهيلهم.

 

وتميز هذا اللقاء بالإعلان عن توقيع المؤسسة اتفاقيتي شراكة في مجال تعزيز التعليم الأولي، الأولى مع مجموعة ( ABA Technology) والتي تهدف إلى تطوير حلول تكنولوجية تتماشى مع سياق التعليم الأولي في المغرب، من خلال تطوير وصناعة روبوتات بيداغوجية لهذا النمط من التعليم، واختبار مقاربات مبتكرة من خلال البحث البيداغوجي لتعزيز تدبير الممارسات التربوية.

 

أما الاتفاقية الثانية، مع مؤسسة (ZIWIG)، فتسعى إلى الوقاية من مرض بطانة الرحم المهاجرة وتشخيصه بين العاملات في المؤسسة. وتشمل هذه الاتفاقية مرحلتين، تهم الأولى التوعية والتحسيس بهذا المرض، والثانية تنظيم حملات تواصلية وإطلاق منصة لتسجيل الراغبات في الاختبار.

 

وعرف اللقاء تكريم عدد من المعلمات والمعلمين من أنحاء المغرب تميزوا بإنشاء نماذج ابتكارية في مجال التربية والتعليم الأولي في فئتي القصص وألعاب تربوية، إلى جانب تكريم فاعلين في مجال الإبتكار.

اترك تعليقاً