ندوة دولية بالرباط تبحث دور علوم الأعصاب في تحسين التعليم والتعامل مع اضطرابات التعلم

بدأت اليوم في الرباط ندوة دولية حول علوم الأعصاب والتربية بمشاركة خبراء من مختلف دول العالم في مجالات الأعصاب والتعليم والبيداغوجيا.
حيث تنظم هذه الندوة من قبل أكاديمية المملكة المغربية والأكاديمية الدولية للفرنكوفونية العلمية وتستمر لمدة يومين تحت شعار علوم الأعصاب والتربية فهم اضطرابات التعلم من أجل تحسين النظام التربوي. ويتضمن البرنامج جلسات متعددة تبحث في طبيعة اضطرابات التعلم وتقدم اقتراحات عملية لمعالجتها.
وفي هذا السياق أفاد عبد الجليل الحجمري أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة إن هناك تعاونا مثمرا بين معهد الدراسات والأبحاث حول اضطرابات التعلم التابع للأكاديمية وشركائه في الأكاديمية الدولية للفرنكوفونية العلمية، موضحا أن هذا التعاون يشكل فضاءً للنقاش والتفكير مخصصا لصناع القرار والأساتذة وكل المهتمين بإصلاح التعليم.
وأضاف أن الهدف من إنشاء المعهد هو خلق فضاء دائم يربط بين العلم والتربية ويساهم في دعم البحث العلمي داخل الوسط المدرسي خاصة في ما يتعلق باضطرابات التعلم والبيئة التعليمية.
وأشار إلى أن هذه الندوة تمثل خطوة مهمة في بناء تفكير جماعي حول العلاقة بين المعرفة العلمية والسياسات التربوية.
بدوره أكد سليم خلبوس عميد الوكالة الجامعية للفرنكوفونية أن تقدم المعرفة يجب أن يكون شاملا ويأخذ بعين الاعتبار تنوع القدرات الذهنية وضرورة تبسيط المعرفة وتكييفها مع مختلف أنماط الذكاء التي قد لا تعالجها الأساليب التربوية التقليدية بشكل كاف.
وشدد على أهمية التعاون بين التخصصات المختلفة مثل علوم الأعصاب وعلم النفس والتربية واللغات والمعلوميات من أجل فهم أعمق لعملية التعلم وتحسينها.
وأوضح أن تنوع البيئات التعليمية مثل المجتمعات متعددة اللغات يشكل تحديا يجب مواجهته من خلال تبادل التجارب الدولية مثل ما هو حاصل في السنغال وكيبيك وفرنسا وفنلندا.
ومن جهتها أكدت نجية حجاج حسوني عضو أكاديمية المملكة ورئيسة معهد الدراسات حول اضطرابات التعلم على أهمية التشخيص المبكر لتفادي فشل الأطفال دراسيا وحماية ثقتهم بأنفسهم.
ودعت إلى تعزيز الوعي في الأسرة وفي الأوساط الصحية والتربوية مشيرة إلى أن الأخصائيين في تقويم النطق والنفسيين والمدرسين لهم دور أساسي في التعرف على الأطفال الذين يعانون من هذه الاضطرابات ومساعدتهم.
ويتضمن برنامج الندوة جلسات تناقش اضطرابات التعلم العصبية النمائية مثل عسر القراءة، واحتياجات الأطفال المتأثرين بهذه الاضطرابات، وطرق تدريسهم، ودور المدرسين والجمعيات في مواكبتهم.