ناس الغيوان تلهب جمهور الحمامات بتونس


ناس الغيوان تلهب جمهور الحمامات بتونس
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      لم يكن مستوى بالإقبال هو اللافت فقط في سهرة "ناس الغيوان" التي اقترحها مهرجان الحمامات الدولي التونسي الليلة الماضية على جمهوره، بل، أيضا، تنوعه بين من جرفه الحنين إلى مسرح الهواء الطلق لإحياء ذكرى لحن وكلمة أو حلم وتمرد وبين شباب جاؤوا لاكتشاف أغان تدفعها أصالتها لتعبر السنين والأجيال.

لم يتمكن عمر السيد من الحضور إلى الحمامات ليكتمل بغيابه غياب كل رموز "ناس الغيوان"، كما عرفها جمهور السبعينيات والثمانينيات بالخصوص.

حضرت آلات موسيقية جديدة كالناي والكمان و"الأورغ"، وغيرها وظل إيقاع الأغنية الغيوانية وتموجاته وكلماتها العميقة حتى عندما تبدو بسيطة، جسرا سار عليه أفراد المجموعة بحماس لملامسة وجدان الجمهور التونسي مرة أخرى.

فمع انطلاقة الحفل ستكون الكلمة للحنين، إذ ما أن أخبر الفنان رشيد باطما الجمهور بعدم تمكن عمر السيد من الحضور، حتى ارتفع صوت أحد الحاضرين للترحم على بوجميع والعربي باطما و"باكو" دون أن ينسى تحية علال.

اختارت المجموعة أن تقلب ربيرتوار الغيوان في الحمامات التونسية انطلاقا من أغنية " الله يا مولانا" قبل أن تتولى باقي خالدات " ناس الغيوان"، من "الصينية" إلى "الهمامي" و" يا صاح" و" فين غادي بيا خويا" وغيرها.

الشباب كانوا أكثر حركة على مدرجات مسرح الحمامات الذي صمم على طراز المسارح اليونانية والرومانية، فيما كانت حركة الأشخاص الأكبر سنا من بين الجمهور أهدأ، وتفاعلهم مع الكلمات والألحان أقوى.

فقد كان الكثير منهم يغمضون أعينهم وهم يرددون مقاطع ك " فين حومتي ولي ليا" و" أنا راني مشيت والهول داني" وكأنهم يحاولون الانطلاق في رحلة عبر الزمن.

مقاطع أخرى، ك " هل الحال يا اهل الحال امتى يصفى الحال.. تزول الغيوم على العربان تفاجا الاهوال" رددها الجمهور بكل أطيافه العمرية هذه المرة، وكأنه يوقع على كل كلمة من الكلمات اليوم.

سهرة المهرجان الدولي للحمامات، ليلة الأحد -الاثنين، أكدت، مرة أخرى، أن أغاني "ناس الغيوان" ما زالت حاضرة، ولها وقع خاص على الجمهور التونسي بالرغم من أنه يكون كل صيف أمام عرض كبير من أنماط موسيقية يتزايد عددها سنة بعد أخرى.

اترك تعليقاً