موريتانيا تصدم البوليساريو برفضها فتح سفارة لها بنواكشوط
صورة - م.ع.ن
رفضت الحكومة الموريتانية طلبا من ميليشيات البوليساريو المدعومة من الجزائر لإقامة قنصلية أو سفارة في نواكشوط، مما يشكل ضربة قاسية أخرى للجبهة الانفصالية وأنصارها الجزائريين، بحسب تقارير صحفية.ولطالما كانت موريتانيا، التي تتخذ موقفا محايدا تجاه النزاع الإقليمي في الصحراء، حذرة في علاقاتها مع جبهة البوليساريو. ورغم اعتراف نواكشوط بما يسمى الجمهورية الصحراوية المعلنة ذاتيا عام 1984، إلا أن هذا الاعتراف ظل رمزيا بحتا ولم يتطور إلى علاقات دبلوماسية فعلية.
بعد الانقلاب العسكري في 10 يوليوز 1979، الذي أطاح بأول رئيس موريتاني مدني، المختار ولد داداه، وقع المجلس العسكري اتفاقية سلام مع جبهة البوليساريو، وانسحب من اتفاقيات مدريد في 14 نونبر 1975، وتعهد بإقامة علاقات دبلوماسية مع الجمهورية الصحراوية المزعومة، لكن هذا التعهد لم يوف به.
في أعقاب القرار التاريخي الأخير الذي اعتمده مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي يؤيد خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء تحت سيادة المملكة، أطلق النظام الجزائري عدة عمليات يائسة لإنقاذ جبهة البوليساريو المنهارة بعد خمسة عقود من السعي وراء حلم بعيد المنال.و حاول الحكام الجزائريون في البداية ترتيب لقاء بين زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، لكنهم فشلوا. كما حاولوا دون جدوى تأمين وضع دبلوماسي للبوليساريو في موريتانيا. بعد فشلهم في استعادة مكانتهم في موريتانيا، نُقل إبراهيم غالي على متن طائرة رئاسية جزائرية إلى أنغولا لحضور احتفالات عيد الاستقلال، حفاظا على ماء الوجه أمام الرأي العام المستاء.وبحسب تقارير استخباراتية، من المرجح جدا أن يتخذ النظام الجزائري إجراءات انتقامية ضد موريتانيا التي قاومت حتى الآن الضغوط للانضمام إلى مؤامراتها ضد المغرب، مفضلة بدلا من ذلك المشاركة التي تخدم مصالحها الوطنية والتركيز على التعاون والاستقرار الإقليمي.