من طنجة إلى نيويورك.. فيلم وثائقي يوثق الذاكرة الأمازيغية المغربية في المهجر

شهدت قاعة سينما "ألكازار" بمدينة طنجة، مساء السبت، عرض الفيلم الوثائقي "ألف ليلة وليلة أمازيغية"، الذي يقدم رحلة بصرية في عمق الهوية الأمازيغية المغربية كما تتجلى في الولايات المتحدة الأمريكية.
الفيلم، الذي أخرجه هشام عيدي المقيم في نيويورك، تم عرضه بحضوره وسط حضور متنوع ضم مثقفين وجمهورا شغوفا بالتراث المغربي. العمل يرصد، بأسلوب سينمائي جذاب، التفاعل الثقافي بين فنانين أمريكيين من أصول إفريقية والمغرب، مسلطا الضوء على تطور الموسيقى المغربية في البيئة الأمريكية.
يمتد الفيلم على مدار 53 دقيقة، ويستعرض مسيرة الفنان المغربي حسن واكريم، بدءا من تافراوت حيث ولد سنة 1941، مرورا بطنجة التي قصدها سنة 1947، وصولا إلى نيويورك، التي استقر بها لاحقا. وتبرز القصة علاقات واكريم غير المتوقعة مع رموز من عالم المسرح والموسيقى، أمثال إيلين ستيوارت، مؤسسة نادي "لاماما"، وعمالقة الجاز مثل أورنيت كولمان وراندي ويستون.
وأكد هشام عيدي، خلال نقاش أعقب العرض، أن الفيلم يسعى إلى سرد تجربة الهجرة المغربية إلى أمريكا من منظور ثقافي وفني، موضحاً أن شخصية حسن واكريم تمثل مثالاً حيا لـ"سفير غير رسمي" للثقافة المغربية، من خلال حفاظه على فنون الرقص الأمازيغي التقليدي كأحواش والكدرة، وكذلك فن كناوة، وتقديمها للجمهور الأمريكي على مدى عقود.
وأشار عيدي إلى أن الحضور الثقافي المغربي في الولايات المتحدة ليس حديث العهد، بل يعود إلى القرن التاسع عشر، حين بدأ الرياضيون ومؤدو عروض السيرك المغاربة بالهجرة، وتبعهم فنانو الجاز الأمريكيون الذين قصدوا طنجة في خمسينيات القرن الماضي، ما ساهم في تعزيز الروابط الفنية بين الضفتين.
من جانبه، نوه الكاتب والأكاديمي أنوار مجيد بالمكانة المرموقة التي يحظى بها المغرب في الوعي الأمريكي، سياسيا وثقافيا وسياحيا معتبرا أن المملكة لطالما لعبت دور جسر للتواصل بين أمريكا وإفريقيا والعالم العربي، ما منحها إشعاعا خاصا على مستوى الثقافة الشعبية.
أما سكينة بورزيكي، المكلفة بالبرمجة في سينما ألكازار، فأشارت إلى أن عرض هذا الوثائقي يندرج ضمن استراتيجية القاعة في تقديم محتوى نوعي للعموم، مشددة على أن "ألكازار" لطالما كانت فضاء مفتوحاً أمام ساكنة طنجة للاستمتاع بالأعمال السينمائية ذات القيمة الثقافية.