كما يقول المثل كل الطرق تؤدي إلى روما ودراسة جديدة تؤكد ذلك حرفيا


كما يقول المثل كل الطرق تؤدي إلى روما  ودراسة جديدة تؤكد ذلك حرفيا صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

         أكدت دراسة حديثة أُجريت في الدنمارك وبرشلونة صحة المثل الشهير القائل بأن "جميع الطرق تؤدي إلى روما"، بعدما اكتشف باحثون وجود 100 ألف كيلومتر إضافية من الطرق التي شيدها الرومان قبل نحو ألفي عام.

 

وبحسب الدراسة، بلغ طول الشبكة الطرقية الرومانية قرابة 300 ألف كيلومتر، أي ما يكفي للدوران حول الأرض أكثر من سبع مرات. ويقول العلماء إن الإمبراطورية الرومانية كانت تمتد على مساحة تعادل تقريبا مساحة الاتحاد الأوروبي اليوم.

 

وأوضح عالم الآثار توم بروغمانز، الأستاذ المساعد في جامعة آرهوس الدنماركية:

 

"لأول مرة، يتيح لنا هذا الكم الكبير من البيانات المفتوحة حول الطرق الرومانية فهم أماكن انتشار هذه الظواهر وتأثيرها، وتحديد المناطق الأكثر تأثرا بها، وتتبع تطورها عبر فترات زمنية طويلة، لما لذلك من دور محوري في تشكيل التاريخ البشري."

 

ويشير الباحثون إلى أن كثيرا من هذه الطرق اندثرت مع الزمن أو دُفنت تحت المدن الحديثة، إلا أن شبكة الطرق الرومانية ما زالت تتيح فهما أعمق لكيفية تأثير الإمبراطورية على قارات عدة.

 

ويضيف بروغمانز:

"لقد غزا الرومان مناطق كانت تمتلك بالفعل شبكات طرق محلية متطورة، لكن مساهمتهم الكبرى كانت في ربط تلك الشبكات ببعضها البعض، ما جعل السفر برا من سوريا إلى إسبانيا ممكنا للمرة الأولى في التاريخ، وهو ما شكل أول بنية تحتية برية على مستوى قاري."

 

وجمعت هذه البيانات ضمن أداة رقمية حديثة أُطلق عليها اسم Itiner-e، تغطي الطرق الرومانية كما كانت في نحو عام 150 ميلادية.

 

ولم تكن هذه الطرق مجرد وسيلة لنقل الجيوش، بل ساعدت أيضا على نقل البضائع والتجارة عبر الإمبراطورية، ما ساهم في ترسيخ نفوذ روما على مدى قرون.

 

ويقول بروغمانز موضحا:

"الأداة الجديدة تشبه إلى حد ما تطبيق GPS أو خرائط غوغل للعالم القديم. يمكن للناس استخدامها لاكتشاف الطرق الرومانية القريبة من أماكن إقامتهم، كما أضفنا ميزة تخطيط الرحلات  مثل معرفة الطريق من كولونيا في ألمانيا إلى روما مرورا بجبال الألب على ظهر حمار، تماما كما كان يفعل الرومان."

 

قبل نحو 2000 عام، كانت الإمبراطورية الرومانية تمتد على مساحة تصل إلى أربعة ملايين كيلومتر مربع، ويقدر عدد سكانها آنذاك بنحو 55 مليون نسمة. وقد تركت هذه الإمبراطورية بصمتها العميقة على تاريخ أوروبا والعالم لقرون طويلة.

اترك تعليقاً