كتاب وروائيون عرب يشيدون بالمعرض المغاربي للكتاب بوجدة

أجمع عدد من الكتاب والروائيين العرب على أن المعرض المغاربي للكتاب "آداب مغاربية"، المنظم بمدينة وجدة، استطاع أن يرسخ مكانته كحدث أدبي وفكري متميز يربط بين الأدباء العرب والقارئ المغربي، مشكلا فضاء للتلاقي والحوار وتعزيز جسور التواصل الثقافي بين مختلف التجارب الإبداعية.
وأكد المشاركون أن المعرض يمثل منصة للتبادل الثقافي وفرصة لتسليط الضوء على غنى الأدب العربي وتنوعه، مبرزين أن مشاركتهم تتجاوز مجرد تقديم إصداراتهم الحديثة، لتجسد رغبتهم في نشر ثقافة القراءة وترسيخ قيم الحوار الأدبي والفكري، مما يجعل من وجدة ملتقى فريدا بين الأدب العربي والجمهور المغربي.
وفي هذا السياق، أوضحت الروائية المصرية نورة ناجي أن معارض الكتاب في العالم العربي تشكل جسورا ثقافية تربط بين المبدعين من مختلف الدول، مضيفة أنها شاركت في العديد من الفعاليات الأدبية، إلا أن ما ميز حضورها في وجدة هو الدفء الإنساني وحفاوة الاستقبال التي لمستها، إلى جانب شعار الدورة "أن نقيم في العالم ونكتبه" الذي اعتبرته قريبا من رؤيتها الأدبية وانشغالاتها الفكرية.
وأضافت ناجي أن كتاباتها تنشغل بعلاقة الإنسان بالمكان وبالعالم، وبطرح تساؤلات فلسفية ووجودية حول معنى الحياة والوجود، مؤكدة أن الأدب الحقيقي لا بد أن يتناول هذه القضايا بعمق بعيدا عن السطحية، لأنها السبيل إلى اكتشاف الذات والتعرف على الثقافات المختلفة. وأشارت إلى أن أسئلة الإنسان الكبرى، التي تناولها أدباء من نجيب محفوظ إلى جيلها الحالي، ما تزال جوهر الإبداع الأدبي ومحركه الأساسي.
أما الروائي السعودي وائل هادي الحفظي، فقد عبر عن سعادته بالمشاركة الأولى له في هذا المعرض، مؤكدا أن وجوده في المغرب له رمزية خاصة، لأن أول ظهور لروايته كان في معرض الرباط الدولي للكتاب، حيث التقى لأول مرة بالقارئ المغربي.
وأوضح صاحب رواية "ترف الانكفاء" أن هذا اللقاء عمّق قناعته بأن القارئ المغربي يتميز بـوعي أدبي عميق واهتمام صادق بالأدب العربي، مشيرا إلى أن المعرض المغاربي يمثل فرصة ثمينة للكتاب للتواصل المباشر مع قرائهم وتبادل الرؤى حول مختلف القضايا الإبداعية والفكرية.
وأضاف أن الحدث لا يقتصر على التفاعل بين الكاتب والجمهور، بل يفتح أيضا حوارا مثمرا بين الكتاب أنفسهم، مما يثري التجربة الأدبية ويمنحها أبعادا جديدة ومشتركة.
وأشار الحفظي إلى أن مشاركته في وجدة أتاح له التعرف على أسماء عربية بارزة في الساحة الأدبية، معتبرا أن مثل هذه اللقاءات تضيف قيمة فكرية وروحية للمعرض وتعمق من دوره الثقافي في المنطقة المغاربية.
وقد تمكن المعرض المغاربي للكتاب "آداب مغاربية"، الذي تنظمه وكالة تنمية الشرق، منذ انطلاقه، من ترسيخ مكانته كموعد أدبي وفكري دوري لا غنى عنه، يتميز بطابعه المتوسطي والمغاربي، حيث تتلاقى فيه الأصوات وتتفاعل الأفكار وتتقاطع التجارب الأدبية من ضفتي المتوسط.
ويكرس المعرض، باختياره شعار هذه الدورة "أن نقيم في العالم ونكتبه"، الأدب كوسيلة للتأمل في التحولات الكبرى التي يعيشها العالم المعاصر على المستويات المناخية والسياسية والتكنولوجية والهوياتية، واضعا الكتابة الإبداعية في قلب هذه الأسئلة الوجودية، باعتبارها بحثا دائما عن المعنى، دون أن تفقد جمالياتها الفنية وثراءها الإنساني وتعدد رؤاها الفكرية.