فرنسا تعزز شراكتها مع المغرب باستثمارات في الصحراء
صورة - م.ع.ن
أكد السفير الفرنسي، كريستوف ليكورتييه، أن فرنسا تعزز تحالفها الاستراتيجي مع المغرب من خلال استثمارات ملموسة في الأقاليم الجنوبية وتجديد التواصل الثقافي، وهو ما يشير إلى التحول من الدعم الدبلوماسي إلى المشاركة متعددة الأبعاد.
وقال لوكورتييه في تصريح صحفي: إن موقف فرنسا هو "التواجد في جميع المجالات: "حليف ملتزم ومخلص وملموس"، مشيرا إلى مشاريع في مجال الطاقة المتجددة والتعاون الصناعي والمبادرات الثقافية كركائز لهذه المرحلة الجديدة.
وبينما تحافظ باريس على موقفها الواضح في دعم سيادة المغرب على الصحراء، أكد السفير أن الشراكة تترجم الآن إلى مشاريع ملموسة.
وذكر لوكورتييه بأن فرنسا كانت أول من أيد مبادرة الحكم الذاتي منذ عام 2007، ولا تزال من أبرز المدافعين عنها، كما أكد الرئيس إيمانويل ماكرون في عام 2024: "إن حاضر ومستقبل هذه الأراضي يقع ضمن السيادة المغربية".
وعلى صعيد الأمم المتحدة، تحدث لوكورتييه بالتفصيل عن المفاوضات المكثفة التي سبقت قرار مجلس الأمن الصادر في 31 أكتوبر 2025، والذي أشار صراحة إلى السيادة المغربية.
وأضاف أن فرنسا "قاتلت" إلى جانب شركائها لتأمين هذه اللغة، وحشدت مؤيدين جدد، بما في ذلك سلوفينيا، لتوسيع التحالف.
وأضاف أن "هدفنا كان واضحا: ضمان أن يعكس القرار مبادرة الحكم الذاتي المغربية دون غموض".
وإلى جانب الدبلوماسية، تستثمر فرنسا في الأقاليم الجنوبية للمغرب لدعم النمو المستدام.
وسلط السفير الضوء على مزرعة الرياح في الداخلة، المصممة لتشغيل محطة تحلية مياه رئيسية، ومنتدى الداخلة الأخير، الذي جمع قادة أعمال فرنسيين ومغاربة. وتؤكد هذه المبادرات عزم فرنسا على المشاركة في التحول نحو الطاقة المتجددة في المغرب والتنمية الإقليمية.
ويظل التعاون الصناعي حجر الزاوية في العلاقات الثنائية. ويضع مصنع رينو في طنجة المغرب كمركز رئيسي لصناعة السيارات، بينما تعزز عمليات سافران في قطاع الطيران والفضاء في الدار البيضاء سلاسل القيمة المشتركة في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة.
وصرح لوكورتييه قائلا: "يتعلق الأمر ببناء منظومات متكاملة تعود بالنفع على كلا البلدين".
وركز السفير على التعاون الثقافي. تضم الشبكة 12 معهدا فرنسيا وأكثر من 50 مدرسة تُدرس 50 ألف طالب، وتهدف إلى إشراك الشباب المغربي من خلال عروض ثقافية مشتركة.
وأوضح لوكورتييه قائلا: "نريد مبادرات ثقافية تعكس التعاون، وليس الحوار في اتجاه واحد"، مستشهدا ببرامج في الفنون الأدائية والسينما والألعاب والفنون البصرية.