عشرات الآلاف في مدريد يطالبون برحيل سانشيز في ظل فضائح الفساد


عشرات الآلاف في مدريد يطالبون برحيل سانشيز في ظل فضائح الفساد
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

       شهدت العاصمة الإسبانية مدريد، يوم الأحد، تظاهرة ضخمة نظمها حزب الشعب المحافظ المعارض، شارك فيها عشرات الآلاف من المتظاهرين المطالبين برحيل حكومة رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز، والدعوة لانتخابات عامة مبكرة، في ظل تصاعد شبهات الفساد التي تطال دائرته المقربة.

 

التي ونظمت هذه التظاهر تحت شعار "مافيا أم ديمقراطية"، حيث رفعت فيها لافتات كتب عليها "سانشيز خائن" و"ارحلوا"، وسط أجواء مشحونة سادت ساحة "بلازا دي إسبانيا" وسط العاصمة. ووفق تقديرات رسمية، بلغ عدد المتظاهرين نحو 50 ألفًا، بينما أكد المنظمون أن العدد تجاوز 100 ألف مشارك.

 

وقال زعيم حزب الشعب، ألبرتو نونيز فيخو، مخاطبا سانشيز: "إسبانيا تحتاج إلى ثورة من الكرامة والحرية. توقف عن الكذب والاختباء، وادع لانتخابات فورية، لأن الشعب لم يصوّت لهذا الواقع، حتى أنصارك".

 

وتتوالى على حكومة سانشيز منذ أكثر من عام سلسلة من التحقيقات والاتهامات، أبرزها تورط زوجته بيغونيا غوميز وشقيقه دافيد سانشيز في قضايا فساد واستغلال نفوذ، إلى جانب شخصيات حزبية مثل وزير النقل السابق خوسيه لويس أبالوس.

 

آخر فصول الأزمة تمثل في تسريب تسجيلات صوتية تظهر لييري دياز، العضو السابقة في الحزب الاشتراكي، وهي تعرض معلومات تسيء لمحققي الحرس المدني مقابل تسهيلات قضائية. دياز نفت التصرف بتكليف حزبي، موضحة أنها كانت تجمع مادة لكتاب.

 

وفيما تخضع غوميز لتحقيق رسمي بعد شكوى من منظمة "الأيادي النظيفة" المرتبطة باليمين المتطرف، وصف سانشيز القضية بأنها "ملفقة ومدفوعة بأجندة يمينية متطرفة"، مؤكدا أن الهدف هو تدميره سياسيا وشخصيا.

 

شقيقه دافيد سانشيز يواجه بدوره محاكمة على خلفية شكوى مماثلة، في حين يرفض الاتهامات تماما.

 

كما تطارد الحكومة فضيحة أخرى مرتبطة بعقود كمامات أُبرمت خلال جائحة كورونا، ويشتبه في أن مساعدين لوزير النقل السابق تلقوا رشاوى لتسهيلها.

 

رغم تصعيد حزب الشعب لهجومه، إلا أن الحزب نفسه يواجه انتقادات بشأن إدارة أزمة الفيضانات القاتلة في فالنسيا العام الماضي. كما تلاحق رئيسة منطقة مدريد، إيزابيل دياز أيوسو، شبهات بشأن قراراتها خلال جائحة كورونا، والتي أودت بحياة آلاف المسنين في دور الرعاية. وتخضع علاقتها بشريكها، المتهم بالتهرب الضريبي وتزوير مستندات كمامات، لتدقيق متزايد.

 

في مواجهة التظاهرات، قللت الحكومة من أهميتها، ووصفتها بأنها محاولة يائسة من المعارضة. ونشر وزير النقل أوسكار بوينتي صورا جوية أظهرت أن الحشود لم تملأ الساحة بالكامل، فيما قال وزير التحول الرقمي أوسكار لوبيز إن حزب الشعب يحاول صرف الأنظار عن إخفاقاته.

 

وكتب لوبيز على منصة "إكس":

"ملأوا الساحة بالشتائم لا بالناس بينما ينغمسون في الوحل، نحن نمضي قدما".

اترك تعليقاً