شاشات الحاسوب بين الحقيقة والدعاية كيف يقع المستهلك في فخ التسويق المضلل؟

تعد الشاشة من العناصر الأساسية في تجربة الحاسوب، سواء للألعاب أو العمل أو الترفيه.
لكن اختيار شاشة جديدة دون الوقوع في فخ التسويق المضلل ليس بالأمر السهل، إذ تلجأ بعض الشركات إلى تضخيم مواصفات عادية وتقديمها كابتكارات "ثورية"، ما يجعل المستهلكين عرضة للانخداع، خاصة مع غياب الوعي التقني الكافي لدى كثير منهم.
من أبرز الأساليب الترويجية الشائعة، الادعاء بأن الشاشة تأتي "من دون حواف". فرغم استخدام شركات كثيرة لعبارات مثل "إطار صفري" أو "تصميم بلا حواف"، فإن الواقع مختلف إذ تظل هناك حواف ظاهرة وضرورية من الناحية البنيوية لتثبيت اللوحة، ما يجعل الصور الإعلانية أبعد عن الحقيقة.
الكثير من الشاشات تحمل شعار HDR 400، لكن ذلك لا يعني بالضرورة تقديم تجربة عرض عالية الجودة.
فلكي يعرض المحتوى بتقنية HDR بشكل فعلي، تحتاج الشاشة إلى سطوع قوي، وتدرج لوني واسع، وتقنية تعتيم محلي، وهي شروط لا تتوافر دائما. النتيجة غالبًا ما تكون تجربة أقل بكثير من التوقعات.
الرقم الشائع "1ms" لا يعكس دائمًا الأداء الواقعي للشاشة، لأنه غالبا ما يقاس وفق معيار "الرمادي إلى الرمادي" (GTG) فقط، بينما قد تعاني شاشات اقتصادية من ظواهر مثل الظلال أو التموجات، رغم حملها لهذا الرقم التسويقي.
رغم أن HDMI 2.1 يتيح مزايا مهمة مثل 4K/120Hz، فإن العديد من الشاشات التي تسوق بهذه الميزة تفتقر لخصائص أساسية مثل VRR أو ALLM. ويعود السبب إلى أن المعيار لا يفرض التوافق الكامل، ما يسمح للشركات باستخدامه كأداة دعائية.
بدأت بعض الشركات في التنافس على تقديم شاشات بمعدلات تحديث تصل إلى 360 و480 وحتى 500 هرتز، إلا أن الفارق العملي يظل محدودا. فشاشات 144 هرتز تبقى أكثر من كافية لمعظم المستخدمين، بينما قد يستفيد المحترفون من 240 هرتز. أما ما يتجاوز ذلك فلا يقدم فرقا ملحوظا إلا في حالات نادرة وعلى أجهزة فائقة المواصفات.
في سوق مزدحم بالشعارات البراقة، يظل الحل الأمثل هو امتلاك وعي تقني يتيح التمييز بين المواصفات الحقيقية والدعاية المضللة. قراءة المراجعات الموثوقة ومقارنة التجربة الواقعية بالمواصفات المعلنة تبقى الطريق الأضمن لتفادي خيبة الأمل عند شراء الشاشة المقبلة.