دار الأمومة بدار الكبداني نموذج للعناية بصحة الأم والطفل

تولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة، على مستوى إقليم الدريوش، عناية خاصة لصحة الأم والطفل، عبر إحداث وتطوير بنيات استقبال حديثة تضمن متابعة طبية آمنة للأمهات الحوامل وأطفالهن، وتجسد الجهود المبذولة للنهوض بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة بالإقليم.
وفي هذا الإطار، تعتبر دار الأمومة بدار الكبداني نموذجا حيا لجهود المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة، على مستوى إقليم الدريوش ، حيث تم إنجازههذه المؤسسة بتمويل كامل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بغلاف مالي يقدر بـ 3.06 مليون درهم، موزع بين البناء (1.59 مليون درهم)، والتجهيز (1.35 مليون درهم)، والتسيير (0.12 مليون درهم).
ويأتي إحداث هذه الدار في إطار تنزيل البرنامج الرابع للمبادرة المتعلق بالدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، وخاصة في محوره المرتبط بصحة الأم والطفل، الذي يعد من أولويات المرحلة الثالثة للمبادرة.
وتعكس هذه المؤسسة التي تم تدشينها يوم 19 ماي الماضي، بمناسبة الذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الرغبة الأكيدة في ضمان رعاية متكاملة للنساء الحوامل، خصوصا في الوسط القروي الذي يعاني من خصاص في البنيات الصحية.
وتسهر دار الأمومة بدار الكبداني، التي تشرف على تسييرها جمعية الحياة للتربية والأعمال الاجتماعية والتنمية المستدامة، على توفير خدمات صحية واجتماعية لفائدة المستفيدات، إلى جانب تمكينهن من الإيواء والتغذية المتوازنة والتوعية والتتبع الصحي.
و أكد رئيس جمعية الحياة للتربية والأعمال الاجتماعية والتنمية المستدامة، أن إحداث هذه المؤسسة يترجم العناية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للنساء، والمرأة القروية على الخصوص، مبرزا أنها تقدم مجموعة من الخدمات الأساسية، كالإيواء والتغذية الصحية المتوازنة والمتنوعة، والتوعية والتوجيه والتتبع في مجال صحة الأم والطفل.
وأضاف أن دار الأمومة بدار الكبداني، التي استفادت من خدماتها إلى غاية اليوم 13 سيدة، تلعب دورا محوريا في تنشيط منظومة الوسطاء الجماعاتيين، والتنسيق مع مختلف المصالح المعنية، لضمان تكامل الخدمات وتوسيع قاعدة المستفيدات، وتعزيز التعاون مستقبلا، خدمة لصحة المرأة القروية وتحقيقا لأهداف التنمية البشرية المستدامة.
ومن جهتها، أبرزت إحدى المستفيدات، أن هذه المؤسسة توفر ظروف استقبال وخدمات صحية ذات جودة عالية، مؤكدة أنها تلقت عناية صحية دقيقة، عبر تتبع ضغط الدم والفحوصات اللازمة، ما مكنها من الولادة في أجواء مطمئنة وآمنة، بعيدا عن القلق والمخاطر التي قد تواجهها النساء في المناطق النائية.
وتؤكد هذه الجهود أن الاستثمار في صحة الأم والطفل يشكل مدخلا أساسيا لتحقيق أهداف التنمية البشرية المستدامة، وضمان مستقبل الأجيال الصاعدة، من خلال تحسين ظروف الولادة، وتقليص نسب الوفيات، وتوفير بيئة سليمة لنمو الأطفال في أحسن الظروف.