جديد العلاقة الإيطالية الإفريقية


جديد العلاقة الإيطالية الإفريقية صورة - تعبيرية
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      في جديد العلاقة الإيطالية-الإفريقية، وبحضور مغربي وازن، عرفت روما يومه الاثنين، افتتاح أشغال قمة "إيطاليا-إفريقيا... جسر للنمو المشترك"، وذلك بمشاركة رئيس الحكومة، السيد عزيز أخنوش، ممثلا لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وخلال الجلسة الافتتاحية، سلطت رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني، الضوء على الإمكانيات الكثيرة والغنية التي تزخر بها القارة الإفريقية، لاسيما من حيث الموارد الطبيعية والبشرية، حيث تعتمد إيطاليا في رؤيتها للتعاون مع القارة الإفريقية على "خطة ماتيي"، التي تعد أرضية ناجعة وملموسة للتعاون مع بلدان القارة بناء على مبدأ التكافؤ، وأن روما تتوخى، من خلال هذه الخطة إيجاد الظروف المواتية حتى يتمكن الشباب الأفارقة من مستقبل أفضل في بلدانهم دون الحاجة إلى الهجرة، ومن ثم "وضع حد للمتاجرة بالبشر"، مؤكدة أن العالم لا يمكنه استشراف المستقبل من دون توجيه أنظاره صوب إفريقيا.

وفي نفس السياق، أشار وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، أنطونيو تاجاني، أن إفريقيا تشكل أولوية بالنسبة للسياسة الخارجية الإيطالية، والتي تتطلع إلى أن تبني معها شراكة فعالة على أساس مبدأ رابح-رابح، وأن روما تطمح إلى أن تصبح إفريقيا لاعبا رئيسيا في الأجندة الدولية، وأن الدبلوماسية الاقتصادية تجعل من التركيز على القارة الإفريقية أمرا لا محيد عنه، خصوصا في مجالات من قبيل الفلاحة، الطاقات المتجددة، تعزيز البنى التحتية والنهوض بمجال الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة، هي قطاعات من بين أخرى يتعين الانكباب عليها مع بلدان القارة، فاستقرار ونمو إفريقيا يساوي استقرار ونمو إيطاليا.

ومن الجانب الإفريقي، أزالي أسوماني، رئيس الاتحاد الإفريقي، أشار أن إيطاليا أثبتت خلال السنوات الأخيرة دعمها الفعال لبلدان القارة الإفريقية، لاسيما خلال فترة تفشي وباء الكوفيد، مسجلا أن روما تعد من بين أكبر المستثمرين في إفريقيا، حيث بلغت قيمة استثماراتها في القارة نحو 24 مليار يورو في 2018، حيث تعقد إفريقيا آمالا عريضة على إيطاليا في قيادتها لمجموعة السبع في العام 2024، حيث بوسعها أن تضطلع بدور هام في تدعيم الاستثمارات وتعزيز البنى التحتية بالنسبة للدول ضعيفة الدخل.

يشار أن دعم إيطاليا للدول الإفريقية في المحافل الدولية وداخل الاتحاد الأوروبي من قناعتها بالأهمية الاستراتيجية لهذه العلاقة وضرورة إثرائها بمضمون ملموس. ووفق هذه الروح من الشراكة بين طرفين متكافئين، يقدم مؤتمر إيطاليا-إفريقيا نفسه كمنتدى للنقاش قصد القيام على أعلى مستوى مؤسساتي بتبادل الاستجابات للتحديات المشتركة المتمثلة في الأمن والاستقرار والنمو وترجمتها إلى مبادرات ملموسة.

إفريقيا هي القارة التي يتعين عليها أكثر من غيرها مواجهة العديد من التحديات المعيشية، الأمنية والمناخية، وتبقى "خطة ماتيي" نموذجا ناجعا يجسد رغبة أوروبا في مساعدة إفريقيا على نحو ملموس، خصوصا وأن إفريقيا وإيطاليا يتشاركان مشاكل لها انعكاسات ثقيلة للغاية على القارتين، في مقدمتها إشكالية الهجرة وإيجاد فضاء للتنمية في القارة الإفريقية، الأمن الغذائي، الثقافة والتكوين، الأمن الطاقي، التنمية الاقتصادية والبنيوية، مكافحة الاتجار بالبشر والإرهاب وتدبير الهجرة القانونية.

اترك تعليقاً