تركيا: اكتشاف تمثال نادر لإله مصري في مدينة بيريه الأثرية

      تواصل الحفريات الأثرية في مدينة بيريه (Perrhé)، الواقعة بولاية أديامان جنوب شرقي تركيا، كشف خبايا تاريخية فريدة، كان أحدثها العثور على تمثال صغير مصنوع من الفيانس للإله المصري بتاح-باتيك، في اكتشاف غير مسبوق ضمن أعمال التنقيب بالأناضول.

وقال محمد ألكان، مدير متحف أديامان الأثري، إن فرق التنقيب نجحت هذا العام في الكشف عن نحو 200 متر إضافية من «سلم الأبدية»، ليصل طول الجزء المستخرج حتى الآن إلى 840 مترا، مشيرا إلى أن الجهود أفضت إلى العثور على قبور مميزة على جانبي السلم الشرقي والغربي.

ومن بين أبرز الاكتشافات، مقبرة تحت أرضية مشيدة وفق الطراز الهلنستي وتضم 14 مدفنا، وهي الأولى من نوعها التي يعثر عليها في بيرّيه.

لكن الحدث الأهم تمثل في العثور على تمثال صغير للإله المصري بتاح-باتيك، إلى جانب مجموعة من الحلي والتمائم المصنوعة من مواد متنوعة. ويعتبر هذا التمثال أول قطعة من نوعها تكتشف في الأناضول، ما يعكس عمق التبادلات الثقافية والفنية بين مصر القديمة وبلاد الأناضول خلال الحقبة الهلنستية.

وتصنع مادة الفيانس من جزيئات الكوارتز، وقد استخدمت منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد في مصر والشرق الأدنى.

وتشبه القطعة المكتشفة في بيريه نماذج عُثر عليها سابقا في اليونان وإيطاليا وسواحل شرق المتوسط، لكنها تعد فريدة من نوعها على الأراضي التركية.

ويعرف بتاح-باتيك كإله حام، يصور عادة بهيئة قزم، ويرتبط بالسحر والخصوبة. ويمثل وجوده في بيريه إضافة جديدة لفهم الطقوس الجنائزية والتأثيرات الحضارية التي طبعت هذه المدينة، التي كانت مفترق طرق رئيسي في العالم الهلنستي.