تخليد ذكرى الجنود المغاربة الذين سقطوا في معركة كابيل بهولندا


تخليد ذكرى الجنود المغاربة الذين سقطوا في معركة كابيل بهولندا
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      جرى، يوم الخميس، تخليد ذكرى الأبطال المغاربة الذين ضحوا بحياتهم، أثناء القتال الذي دارت رحاه في العام 1940 خلال معركة "كابيل" (جنوب هولندا) ضد القوات النازية.

وخلال مراسم إحياء الذكرى التي نظمت بالمقبرة العسكرية الفرنسية بكابيل، تخليدا لذكرى الأبطال المغاربة الذين ضحوا بحياتهم إلى جانب الجنود الفرنسيين والهولنديين، توقف سفير المغرب بهولندا، عند التضحيات الجسام والمعارك الشجاعة التي خاضها عشرات الآلاف من الجنود المغاربة في أوروبا، خلال الحرب العالمية الثانية، ومن بينهم عدة مئات في هولندا، دفاعا عن قيم الحرية والكرامة الإنسانية والديمقراطية.

وأكد أن هذا الحفل التأبيني يشكل مناسبة ل "الاحتفاء بالحرية المستعادة، وتجديد التشبث بالقيم الديمقراطية التي سعت الإيديولوجيات المتطرفة والإبادية إلى القضاء عليها".

وأشار السفير إلى النداء الذي وجهه المغفور له جلالة الملك محمد الخامس، في بداية الحرب العالمية الثانية، والذي استجاب له حوالي 90 ألف مغربي، انضموا إلى صفوف الحلفاء لمحاربة قوى المحور، مما أرخ لولادة أخوة في السلاح ستظل مرجعية تاريخية.

وأضاف أن امتنان فرنسا ترجم من خلال الدعوة التي وجهها الجنرال دوغول إلى السلطان سيدي محمد بن يوسف لحضور احتفالات 18 يونيو 1945، واحتفالات النصر، ومنحه لقب "رفيق التحرير"، وهو تكريم لأب الأمة المغربية.

وشكل هذا التكريم، أيضا، مناسبة لإبراز "حكمة وبعد نظر المؤسسة الملكية المغربية، العريقة والضاربة جذورها في التاريخ، والتي كانت شريكا موثوقا وقويا للحلفاء، خلال واحدة من أحلك الفترات في التاريخ الإنساني خلال القرن العشرين"، وفقا للسيد بصري.

كما أشار السفير بالدور البطولي الذي اضطلع به المغفور له جلالة الملك محمد الخامس في حماية اليهود المغاربة، مؤكدا أن هذا الموقف الشجاع والتاريخي مكن من حماية المواطنين المغاربة من الديانة اليهودية، خلال تلك المرحلة الصعبة، ولا تزال الأجيال اليهودية المغربية والمغربية الأصل تحتفي بهذا الموقف إلى اليوم.

ووجه، من جهة أخرى، نداء إلى التلاميذ والأجيال الشابة، ومواطني الغد، من أجل "استيعاب هذا التاريخ التعددي، والتملك الواعي له، من أجل مجابهة التحديات المستقبلية المتعددة بشكل أفضل، مع ضرورة ترسيخ مبادئ التسامح والانفتاح والتعايش"، مشجعا الشباب على قراءة تاريخ بلادهم وقارتهم، وتقديم مساهماتهم الإيجابية في ترسيخ التماسك الاجتماعي، من أجل المزيد من المساواة والاحترام وصون الكرامة، بغض النظر عن الأصل أو الدين أو لون البشرة.

واختتم بالقول: إن "المدرسة تظل الفضاء الأمثل لتكوين مواطني المستقبل والمكان الأول للعيش المشترك".

اترك تعليقاً