تحذيرات في كوب 30 من تصاعد التضليل المناخي تهديد جديد للعمل الدولي ضد الاحتباس الحراري
صورة - م.ع.ن
أطلق المشاركون في مؤتمر الأمم المتحدة الثلاثين لتغير المناخ (كوب 30)، المنعقد في مدينة بيليم البرازيلية، تحذيرات قوية من الانتشار المتسارع للمعلومات المضللة حول المناخ، معتبرين أنها تمثل خطرا متزايدا على الجهود العالمية لمواجهة الاحتباس الحراري.
وأكد ممثلو الدول والمنظمات الدولية أن "التضليل المناخي" بات يشكل أحد أبرز التحديات أمام التواصل العلمي الفعّال وصياغة السياسات المناخية، إذ يقوض الثقة العامة ويعرقل التقدم الذي وصفوه بأنه "هش" في مسار العمل المناخي.
ووفقا لموقع "أخبار الأمم المتحدة"، فقد أعلنت 12 دولة، من بينها البرازيل وكندا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا، توقيع أول إعلان دولي بشأن سلامة المعلومات المتعلقة بتغير المناخ، في خطوة تهدف إلى التصدي لموجات التضليل الرقمي التي تغزو المنصات الإلكترونية.
وتتعهد الدول الموقعة، بموجب هذا الإعلان، بـ مكافحة المحتوى الكاذب وتعزيز حماية الصحفيين البيئيين والعلماء والباحثين الذين يقفون في الصفوف الأمامية للدفاع عن الحقائق العلمية في مواجهة الحملات المضللة.
وتأتي هذه المبادرة التي أطلقت في يونيو الماضي، ثمرة شراكة بين البرازيل وإدارة التواصل العالمي للأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو، في إطار المبادرة العالمية لسلامة المعلومات بشأن تغير المناخ، التي تسعى إلى تفكيك شبكات التضليل وحماية الأصوات العلمية المستقلة.
وفي كلمته بالمؤتمر، حذر فريديريكو أسيس، المبعوث الخاص لكوب 30 لسلامة المعلومات، من أن "التضليل المدفوع بأجندات غامضة" أصبح يغذي التطرف السياسي ويهدد الأمن الإنساني، مشيرا إلى أن هذا الخطر قد يمتد إلى التأثير على مفاوضات المناخ الدولية نفسها.
وأضاف أسيس أن التعامل مع التضليل المناخي لم يعد مجرد مسألة توعوية، بل أولوية استراتيجية لضمان نزاهة النقاش العالمي حول مستقبل الكوكب.
يرى مراقبون أن هذه التحذيرات تعكس تحولا نوعيا في فهم التحديات المناخية، إذ لم تعد تقتصر على الانبعاثات والوقود الأحفوري، بل تشمل أيضا المعركة من أجل الحقيقة في زمن الرقمنة والذكاء الاصطناعي.
ويأمل المشاركون في "كوب 30" أن يشكل الإعلان الجديد إطارا دوليا لمواجهة التضليل المناخي، من خلال تعزيز الثقة في العلم والإعلام المستقل، وحماية الحوار البيئي العالمي من التشويش المتعمد والمعلومات الزائفة.