تافوغالت جوهرة إيكولوجية وأثرية تعانق التاريخ والطبيعة

تشكل منطقة تافوغالت، الواقعة في جبال بني يزناسن بإقليم بركان، إحدى أبرز الوجهات الإيكولوجية والأركيولوجية بجهة الشرق، وملاذا مفضلا لعشاق السياحة الجبلية والتراث الأثري.
وعلى ارتفاع 850 مترا، تقدم هذه البلدة الصغيرة لزوارها تجربة فريدة، حيث يلتقي سحر الغابات بعبق التاريخ، لتمنح الباحثين عن الهدوء والاستجمام فسحة من السكينة بعيدا عن صخب المدن.
تتيح تافوغالت مسارات مجهزة للمشي وركوب الدراجات الجبلية، فضلا عن فضاءات طبيعية غنية، تكتمل بجمالية المطبخ المحلي الأصيل.
كما تميزها محميتها الطبيعية التي تحتضن حيوان الأروي، أحد رموز التنوع البيولوجي بالمنطقة.
وتكتسب البلدة قيمة علمية خاصة بفضل اكتشاف بقايا "إنسان تافوغالت"، التي قدمت بيانات جينية نادرة حول سكان شمال إفريقيا، إلى جانب العثور على دلائل تعد من بين الأقدم عالميا على استخدام النباتات الطبية منذ أكثر من 15 ألف سنة.
كما شهدت مغارة الحمام اكتشافات أثرية بالغة الأهمية، أبرزها أقدم عملية جراحية معروفة في العالم.
ولا تقتصر ثروات تافوغالت على مغارة الحمام فقط، بل تحتضن أيضا مغارة الجمل المصنفة تراثا وطنيا، بما تمثله من قيمة جيولوجية وأثرية. وتزخر غاباتها بتنوع بيولوجي مهم يضم طيورا مقيمة ومهاجرة وثدييات صغيرة وزواحف.
على الصعيد المحلي، ساهمت مبادرات أبناء المنطقة، من بينها مشاريع سياحية وفندقية، في خلق دينامية اقتصادية حقيقية، جعلت من تافوغالت وجهة مفضلة للزوار والباحثين عن الأصالة. ويشيد السياح بجودة البنية السياحية والمطبخ المحلي الذي يضفي نكهة خاصة على تجربتهم.
وبفضل هذه المؤهلات الطبيعية والعلمية، تواصل تافوغالت تعزيز موقعها كوجهة للسياحة القروية والثقافية، مساهمة في تثمين التراث وحماية التنوع البيولوجي، وفي الوقت نفسه في إنعاش الاقتصاد المحلي.