الهند تعلن إصلاحا ضريبيا شاملا يشمل خفض الضرائب على السيارات الصغيرة والتأمين

       ارتفعت مؤشرات الأسهم الهندية، اليوم الاثنين، عقب إعلان الحكومة عن خطة واسعة لإصلاح النظام الضريبي، وصفت بأنها أكبر تعديل منذ اعتماد ضريبة السلع والخدمات (GST) عام 2017.

وتتضمن الخطة خفض الضريبة على السيارات الصغيرة التي تعمل بالبنزين أو الديزل إلى 18% بدلا من 28%، إضافة إلى دراسة تقليص ضريبة التأمين الصحي والتأمين على الحياة إلى 5% أو حتى صفر، مقارنة بـ18% حاليا، في خطوة تهدف إلى تحفيز قطاع التأمين الذي لا تتجاوز مساهمته 3.8% من الناتج المحلي الإجمالي.

أدى الإعلان إلى قفزة في أسهم قطاع السيارات، حيث ارتفع سهم ماروتي سوزوكي، أكبر مصنع للسيارات الصغيرة في البلاد، بحوالي 9%، فيما صعدت أسهم شركات مثل ماهيندرا و«هيرو موتوكورب» و«باجاج أوتو» بين 2% و4%.

كما استفاد قطاع التأمين من الزخم، مع ارتفاع أسهم شركات كبرى بينها ICICI Prudential وSBI Life وLIC بنسبة تراوحت بين 2% و5% قبل أن تقلص بعض مكاسبها.

وتسعى الحكومة إلى تبسيط النظام الضريبي ليقتصر على شريحتين (5% و18%) بدلا من أربع، مع إلغاء الشريحة الأعلى (28%) بالكامل، باستثناء فرض ضريبة خاصة بنسبة 40% على "السلع الضارة" مثل التبغ والمنتجات الفاخرة.

ورغم أن التخفيضات ستضغط على إيرادات الدولة، فقد لاقت ترحيبا واسعا من الأوساط الاقتصادية والسياسية التي رأت فيها دعما لصورة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، خاصة وسط توترات تجارية متواصلة مع واشنطن.

ومن المقرر أن يبدأ تنفيذ الإصلاحات في أكتوبر المقبل بعد موافقة مجلس ضريبة السلع والخدمات الذي يضم الحكومة المركزية والولايات.

وتأتي هذه التغييرات في ظل تراجع مبيعات السيارات الصغيرة المعرفة بأنها المركبات الأقل من 1200 سي سي للبنزين و1500 سي سي للديزل وبطول لا يتجاوز 4 أمتار لصالح سيارات الدفع الرباعي. وتشير بيانات الصناعة إلى أن هذه الفئة شكلت ثلث مبيعات سيارات الركاب البالغة 4.3 مليون وحدة العام الماضي، انخفاضا من نحو 50% قبل جائحة كوفيد-19.

وتعتمد ماروتي سوزوكي بشكل خاص على هذه الفئة التي تمثل نصف مبيعاتها، لكنها شهدت تراجع حصتها السوقية إلى 40% بعدما كانت تتجاوز 50% قبل خمس سنوات، نتيجة انخفاض الطلب على طرازات مثل "ألتو" و"ديزاير" و"واجون-آر". ومن المنتظر أن تستفيد أيضا شركات مثل هيونداي موتور الهندية وتاتا موتورز من الإصلاحات.

على الصعيد الدولي، كشف مودي أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شاكرا إياه على اطلاعه على تفاصيل لقائه الأخير مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ألاسكا، مؤكدا تطلعه إلى مزيد من التعاون بين نيودلهي وموسكو.

وتأتي هذه الإصلاحات في وقت تسعى فيه الحكومة إلى تعزيز الاستهلاك المحلي وتقوية الصناعة الوطنية، بالتوازي مع إدارة الضغوط التجارية المتزايدة مع الولايات المتحدة.