الهند تبدأ تحقيقا موسعا في طائرات بوينغ 787 بعد كارثة جوية مميتة

بدأت الحكومة الهندية عمليات فحص شاملة لأسطول طائرات بوينغ 787 دريملاينر العاملة في البلاد، وذلك بعد تحطم طائرة تابعة لشركة طيران الهند، في حادث مأساوي أسفر عن مصرع 270 شخصًا على الأقل.
قال وزير الطيران المدني رام موهان نايدو، خلال مؤتمر صحفي في نيودلهي، إن الفحوص تشمل 34 طائرة من طراز 787، تم تفتيش ثمانٍ منها حتى الآن، فيما تتواصل الفحوص لبقية الطائرات "بشكل عاجل".
وأضاف أن الحكومة "تدرس كافة الاحتمالات المتعلقة بأسباب الحادث"، بالتوازي مع التحقيق الفني الجاري.
وفي نفس السياق أصدرت هيئة تنظيم الطيران المدني الهندية تعليمات تلزم شركات الطيران، خصوصًا تلك التي تستخدم محركات GEnx، بتنفيذ اختبارات صيانة إضافية تشمل أنظمة الإقلاع، والتحكم الإلكتروني، وفحوصا متقدمة لوقود المحرك.
والجدير بالذكر أن الطائرة المنكوبة، من طراز بوينغ 787-8، قد أقلعت وعلى متنها 242 شخصا متوجهة إلى مطار جاتويك في المملكة المتحدة، لكنها فقدت الارتفاع بعد ثوانٍ من الإقلاع، وتحطمت في مبنى طبي بمدينة أحمد آباد، مما أدى إلى انفجار ضخم ووقوع عدد كبير من الضحايا، بينهم ركاب وأفراد طاقم.
وأكدت السلطات أن شخصا واحدا فقط نجا من الحادث، في حين تم انتشال ما لا يقل عن 270 جثة، بعضها تعرض لتفحم شديد، ما استدعى استخدام تقنيات متقدمة كتحليل الحمض النووي وسجلات الأسنان للتعرف على الضحايا، بحسب ما أكده فريق الطب الشرعي الحكومي.
وتجري التحقيقات حاليا حول عدة أسباب محتملة للحادث، من بينها أعطال في المحركات، وأخطاء تتعلق بمعدات الهبوط، وأداء الألواح الديناميكية للطائرة.
ووفقًا لموقع "Flightradar24"، تشغل طيران الهند حاليا 33 طائرة من هذا الطراز، بينما تمتلك شركة "إنديغو" المنافسة طائرة واحدة فقط. ورغم عدم صدور قرار رسمي بوقف التشغيل، أكدت مصادر حكومية أن "الأمر قيد الدراسة".
ويشكل هذا الحادث تحديا كبيرا أمام شركة طيران الهند، التي تسعى جاهدة إلى إعادة بناء صورتها وسمعتها بعد استحواذ مجموعة "تاتا" عليها عام 2022. وقال رئيس المجموعة في تصريح مقتضب:
"نحن ملتزمون بفهم ما حدث بدقة"، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.