النظام العسكري الجزائري يلجأ إلى خطابات معادية لترامب

شهد مؤتمر ثقافي كان من المقرر أن يحتفي بالعلاقات الجزائرية- اللبنانية منعطفا دراماتيكيا في 23 شتنبر 2025، عندما ألقى سفير الجزائر في لبنان، كمال بوشامة، خطابا مثيرا للجدل والتأجيج، تضمن إهانات شخصية موجهة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وقد أثارت هذه التصريحات، التي أُدينت على نطاق واسع باعتبارها غير دبلوماسية وغير لائقة، إحراجا في بيروت، وقلقا في واشنطن، وموجة من الانتقادات للسلوك الدبلوماسي الجزائري.
وفي كلمته في الفعالية التي حملت عنوان "لبنان والجزائر: تاريخ زاهر وحاضر مشرق"، انحرف بوشامة عن النص، خلال خطاب مطول أشاد فيه بالإرث الثوري للجزائر.
وادعى أن عدد شهداء الجزائر، خلال حرب الاستقلال قد وصل إلى 20 مليونا! لكن تعليقاته على غزة والسياسة الخارجية الأمريكية هي التي لفتت الانتباه أكثر.
فقد وصف ترامب بـ"المجنون" و"الأبله" و"راعي البقر الذي يستحق الإقامة في مستشفى للأمراض النفسية"، مما جعله يفاجئ الحضور بتصريحات بعيدة كل البعد عن الموضوع الأصلي الذي اجتمع حوله الوفدان اللبناني والجزائري.
وأثار خطابه، الذي وصفه المراقبون بأنه غريب الأطوار ومثير للجدل، تساؤلات جدية حول الموقف الدبلوماسي الجزائري وتأثيره على العلاقات الدولية.
ولم تصدر الحكومة اللبنانية ردا رسميا بعد، لكن مصادر مقربة من وزارة الخارجية أعربت عن انزعاجها من الحادث، مشيرة إلى أن هذه اللغة الصادرة عن مبعوث أجنبي "غير مسبوقة ومقلقة للغاية".
ورفضت السفارة الأمريكية في بيروت التعليق، مع أن محللين دبلوماسيين يشيرون إلى أنه من غير المرجح أن تتجاهل واشنطن هذه الإهانة.
وفي واشنطن، يواجه السفير الجزائري، صبري بوقادوم، الآن، مهمة دقيقة تتمثل في احتواء الأضرار. ويتكهن المراقبون بأن المسؤولين الجزائريين قد يحاولون التخفيف من حدة الحادث من خلال التواصل الإعلامي أو الدبلوماسية خلف الكواليس.