المغرب يشارك في المؤتمر الوزاري الإفريقي للتعاونيات بنيروبي

انطلقت، اليوم الأربعاء بالعاصمة الكينية نيروبي، فعاليات الدورة الرابعة عشرة للمؤتمر الوزاري الإفريقي للتعاونيات، بمشاركة المملكة المغربية إلى جانب نخبة من الوزراء وصناع القرار وممثلي الحركة التعاونية في القارة.
ويمثل المغرب في هذا الحدث الإقليمي الهام، الذي ينظمه الحلف التعاوني الدولي – منطقة إفريقيا، السيدة عائشة الرفاعي، المديرة العامة لمكتب تنمية التعاون، حيث تستمر أشغال المؤتمر إلى غاية التاسع من أكتوبر الجاري تحت شعار "من الالتزام إلى العمل: تعبئة الشراكات العالمية والإقليمية والمحلية من أجل تنمية تعاونية مستدامة في إفريقيا".
ويشكل هذا اللقاء منصة لتبادل الخبرات وصياغة استراتيجيات موحدة تروم تعزيز دور التعاونيات كأدوات فاعلة في دعم التنمية المستدامة، والإدماج الاجتماعي، وتقوية الصمود الاقتصادي داخل القارة الإفريقية.
وتبرز مشاركة المغرب في هذا المؤتمر الإقليمي كدليل على ريادته في ترسيخ نموذج اقتصادي تعاوني قائم على التضامن والابتكار، يتناغم مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ومع أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي التي ترسم ملامح إفريقيا مزدهرة ومتكاملة.
وبحسب معطيات مكتب تنمية التعاون، التابع لوزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، يضم القطاع التعاوني المغربي اليوم أكثر من 63 ألف تعاونية تضم نحو 778 ألف عضو في مختلف جهات المملكة، وتساهم بشكل ملموس في محاربة الفقر (الهدف 1)، وتعزيز الأمن الغذائي (الهدف 2)، وتحقيق المساواة بين الجنسين (الهدف 5)، إضافة إلى تحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل لائقة (الهدف 8).
وتأتي هذه الدورة في سياق رمزي خاص، إذ تتزامن مع السنة الدولية للتعاونيات 2025، التي أعلنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت شعار "التعاونيات تبني عالماً أفضل"، تأكيداً للدور المحوري الذي تضطلع به التعاونيات في تحقيق التنمية المستدامة عالمياً.
وسيخصص المؤتمر جلساته لبحث سبل تطوير التعاون بين مختلف الفاعلين في القطاع التعاوني الإفريقي، خصوصاً في ما يتعلق بـتحرير التمويل التعاوني، وتيسير الولوج إلى الأسواق عبر تعزيز الاندماج الإقليمي، إلى جانب توطيد الشراكات في مجالات الزراعة، والصحة، والإسكان، والتعاونيات الاستهلاكية.
كما ستركز النقاشات على الابتكار الرقمي والتعليم التعاوني باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لتأهيل التعاونيات الإفريقية لمستقبل أكثر استدامة وقدرة على التنافس في الاقتصاد العالمي.
ويؤكد هذا الحدث، الذي يُنظم بشراكة مع الحكومة الكينية، المكانة المتزايدة للتعاونيات كفاعل رئيسي في التنمية الشاملة، ويجسد التزام المغرب الدائم بمبادئ التضامن الإفريقي والعمل الجماعي من أجل تحقيق الازدهار المشترك للقارة.