المغرب والسعودية يعززان التعاون في مجال حماية الغابات ومكافحة التصحر

شهدت مدينة أكادير، اليوم الإثنين، توقيع مذكرة تفاهم استراتيجية بين الوكالة الوطنية للمياه والغابات والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بالمملكة العربية السعودية، وذلك على هامش ملتقى دولي رفيع المستوى حول التدبير المستدام للغابات، المنظم في إطار التحضير للدورة الـ21 لمنتدى الأمم المتحدة للغابات المقررة سنة 2026.
ووقع الاتفاقية كل من المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، عبد الرحيم هومي، ونظيره السعودي خالد بن عبد الله العبد القادر، في خطوة تعكس الإرادة المشتركة للبلدين لتعزيز التعاون الثنائي في مجال حماية الموارد الغابوية ومواجهة ظاهرة التصحر، بما ينسجم مع التزاماتهما الدولية ذات الصلة.
وتروم هذه الشراكة تطوير التعاون التقني والعلمي بين الطرفين في مجالات متعددة تشمل إعداد الأطر الاستراتيجية والقانونية لتدبير الغابات، وإعادة تأهيل النظم الإيكولوجية، وتحسين تقنيات التشجير، وتحديث البنيات التحتية للمشاتل، إلى جانب إدماج التكنولوجيا الحديثة في مراقبة واستصلاح الغابات، ومكافحة زحف الرمال وتدهور الأراضي.
كما تهدف الاتفاقية إلى تعزيز البحث العلمي التطبيقي، وتبادل التجارب والخبرات، بما يدعم جهود البلدين في التصدي لآثار التغير المناخي وحماية التنوع البيولوجي.
وتنسجم هذه المذكرة مع توجهات استراتيجية "غابات المغرب 2020–2030" ومبادرة "السعودية الخضراء"، خصوصا في ما يتعلق بتكثيف حملات التشجير واستعادة الغطاء النباتي، واعتماد حكامة تشاركية تدمج الفاعلين المحليين.
وفي السياق ذاته، سيعزز هذا التعاون مساهمة المغرب والسعودية في تنفيذ مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" التي أطلقتها الرياض عام 2021، والرامية إلى إرساء تعاون إقليمي لحماية البيئة، وتعزيز مرونة النظم البيئية، وتحقيق التنمية المستدامة.
وتجسد هذه الشراكة الثنائية خطوة عملية نحو تنفيذ الخطة الاستراتيجية للأمم المتحدة للغابات 2017–2030، ودعم أهداف أجندة 2030 للتنمية المستدامة، عبر مشاريع بيئية ذات أثر اجتماعي واقتصادي ملموس.