السودان.. حرب أهلية طاحنة تتسبب في أزمة إنسانية متفاقمة

في مدينة الفاشر، المحاصرة بالسودان، يفاقم النزاع المسلح الأزمة الإنسانية، إذ، وفقا لتقرير حديث للأمم المتحدة، تواجه الأسر النازحة نقصا حادا في الغذاء والدواء، فمع احتدام الصراع بين الفصائل العسكرية المتناحرة، تحذر الأمم المتحدة من استمرار نزوح ملايين الأشخاص.
وتعاني مناطق كردفان، وجبال النوبة، ودارفور، بشكل خاص، من انعدام الأمن الغذائي، حيث يتعذر على المنظمات الإنسانية الوصول إلى مخيمي الفاشر وزمزم، مما يجعل الأزمة صحية وغذائية مزدوجة، بحسب الأمم المتحدة.
ففي بيان نُشر على موقعها الإلكتروني، أعربت الأمم المتحدة عن أسفها لأنه، على الرغم من جهودها وجهود شركائها الذين يواصلون تقديم المساعدة للأسر النازحة حديثا في شمال دارفور، لا يزال ما يقرب من 60% من الأسر النازحة تفتقر إلى مأوى مناسب، وفقا لما ذكره نائب المتحدث باسم الأمين العام، فرحان حق، خلال مؤتمر صحفي يوم الاثنين.
في مخيم أبو شوك، الواقع في الفاشر، عاصمة الولاية، تواجه الأسر النازحة نقصا حادا في الغذاء والدواء، مما أدى إلى وفاة 4 أشخاص بسبب المجاعة الأسبوع الماضي، مع استمرار تفاقم انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء البلاد.
في الفاشر، ترصد الأمم المتحدة ارتفاعا في أسعار المواد الغذائية، وصل إلى مستويات مثيرة للقلق، حيث تجاوز، في ماي الماضي، متوسط تكلفة سلة الغذاء المحلية في الفاشر ستة أضعاف المتوسط الوطني، إذ سجلت المدينة أعلى أسعار لجميع الضروريات الأساسية، تقريبا بين المحليات التي شملها التقييم.
ويشهد السودان حربا أهلية، منذ أبريل 2023، حيث تصاعدت التوترات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لتتحول إلى قتال في العاصمة الخرطوم، وامتدت إلى جميع أنحاء البلاد، مما أسفر عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح ما يقرب من 13 مليونا، متسببة في أزمة إنسانية كبرى.