الحكم الذاتي للصحراء، جانب من الكرم الاستراتيجي للمغرب وحفظ ماء وجه الجزائر

أظهر المغرب، مرة أخرى، كرما استراتيجيا بدعوته الجزائر للحوار حول جميع القضايا العالقة، مع طرح خطة للحكم الذاتي تحفظ ماء وجه الجزائر في قضية الصحراء.لطالما كانت الجزائر، على مدى أكثر من خمسة عقود، المحرِض الرئيسي على الانفصال في الصحراء المغربية، حيث استضافت وسلحت ودعمت دبلوماسيا ميليشيات البوليساريو.و كانت دعوة الملك محمد السادس في عيد العرش بمثابة تأكيد على استعداد المغرب لفتح صفحة جديدة مع الجزائر، بما يفضي إلى التكامل المغاربي والسلام والأخوة بين الشعبين المغربي والجزائري.و أكد الخطاب الملكي أن خطة الحكم الذاتي "حل لا رابح فيه ولا خاسر؛ حل يحفظ ماء وجه جميع الأطراف".كعادتها، رفضت وسائل الإعلام ومعها المعلقون في النظام الجزائري، أو قللوا في أحسن الأحوال، من أهمية دعوة المصالحة.وكالة أنباء الـ TSA، التي كانت ذات مصداقية في السابق، قبل أن تصبح بوقا للنظام العسكري، ذهبت إلى حد القول إن المبادرة الملكية تجاه الجزائر كانت تحسبا لتغيير في موقف الولايات المتحدة من النزاع، وذلك في خضم زيارة مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والشرق أوسطية، إلى الجزائر.بعد أربعة أيام، نفى ترامب نفسه مصداقية جميع الدعاة ووسائل الإعلام الجزائرية المؤيدة للنظام، عندما أكد بلغة واضحة لا لبس فيها، أن واشنطن تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء، وتعتبر خطة الحكم الذاتي الحل الوحيد للنزاع.في حالة إنكار، يجد أنصار النظام الجزائري وعملاؤه في جبهة البوليساريو صعوبة في تصديق أن هذا مجرد إعادة تأكيد لموقف عبرت عنه الإدارة الأمريكية في أبريل، وأعلنه ترامب لأول مرة عام 2020.خطة الحكم الذاتي هي مجرد حفظ ماء الوجه وكلما رفضتها الجزائر، تجرعت مزيدا من الهزائم.يمارس المغرب ما يسميه الاستراتيجيون العسكريون "نصرا نبيلا"، مانحا خصمه من خلال مقترح الحكم الذاتي، "جسرا ذهبيا للانسحاب".لقد انتصر المغرب في الحرب ميدانيا، وهو الآن يحقق انتصارا دبلوماسيا بدعم من ثلاثة أعضاء دائمين في مجلس الأمن، إلى جانب معظم دول أفريقيا والعالم العربي، بينما تدعم دول الاتحاد الأوروبي الرئيسية خطة الحكم الذاتي باعتبارها المقترح الأكثر جدية لإنهاء النزاع.في غضون ذلك، سيؤدي رفض الجزائر للزخم المتزايد المؤيد لسيادة المغرب وسلامة أراضيه إلى مزيد من العزلة الدبلوماسية والركود وإضاعة الفرص.