البنك الدولي والمغرب نحو تعزيز التعاون بينهما
بعد مرور أقل من عام على التنظيم الناجح
لاجتماعاتها السنوية في مراكش، تضع مجموعة البنك الدولي المغرب في قلب
استراتيجياتها وتركيزها في إفريقيا. وهذا ما تم التأكيد عليه خلال لقاء انعقد يوم
الخميس بواشنطن، بين سفير جلالة الملك لدى الولايات المتحدة، يوسف العمراني، ورئيس
البنك الدولي، أجاي بانغا. الذي دعا خلاله كل السفير ورئيس البنك الدولي أجاي
يانغا إلى تسريع مسار الشراكة من خلال خارطة طريق مشتركة جديدة تروم تعزيز ودعم
وإثراء التعاون الاستثنائي بين المغرب ومؤسسة بريتون وودز.
ثم ذكر سفير المغرب بالطابع الهيكلي والمتطور لهذه الشراكة،
مبرزا أن "الفرص المتاحة، إلى جانب الثقة الراسخة، تعد عاملا حاسما في توطيد
إرادتنا المشتركة في إرساء توافق أقوى وأوسع". وأن هيكلة الشراكة التي
تتضمنها خارطة الطريق المشتركة "تشكل ضرورة حتمية تساهم في بلورتها رؤيتنا
المشتركة والنمو الملحوظ لمشاريع التعاون التي تربطنا بشأن مواضيع مختلفة، لا سيما
في المجالات الاستراتيجية وذات الأولوية بالنسبة للمغرب وشركائه الدوليين، من قبيل
التعليم والفلاحة والصحة والمياه والطاقة.
ثم استعرض "الدور الحاسم لعمليات البنك الدولي في نقل
المعارف والخبرات، خاصة في مجال التدبير المندمج للمخاطر، والتنمية الدامجة وقضايا
المناخ"، وذلك انسجاما مع "المحاور الرئيسية للسياسات الحكومية الرامية
إلى تحسين التوازنات الماكرواقتصادية والتنفيذ الفعال لاستراتيجيات التنمية
بالمغرب في مختلف القطاعات". وأن هذه المقاربة الشمولية تعد ثمرة "رؤية
صاغها جلالة الملك على أعلى المستويات، تجعل من البعد الإنساني المنظور الأساسي
الذي تتبلور من خلاله كافة الاعتبارات، والتوجهات والاختيارات المتخذة لما فيه
مصلحة الوطن".
وخلال هذا اللقاء، أشاد السيد أجاي بانغا من جانبه، بحسن تنظيم
المغرب للاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، التي انعقدت بمراكش
في أكتوبر 2023. وأشاد بقيادة جلالة الملك في مجال الإصلاحات الاقتصادية وبناء
الصرح المجتمعي، مؤكدا أن المملكة تشكل نموذجا للصمود وتدبير الأزمات، بفضل
الإجراءات الحكومية المستهدفة والفعالة. مشيرا إلى أن الأولويات الجديدة للبنك
الدولي الخاصة ببلدان الجنوب ستركز أساسا على خمسة قطاعات رئيسية لتوفير فرص
العمل، تشمل الكهرباء، والبنيات التحتية، والصحة، والزراعة التجارية، والسياحة.
ومشيدا بإمكانية توطيد الشراكة مع المغرب، قريبا، في العديد من
المجالات ذات الأولوية، بهدف تعزيز إحداث فرص الشغل في القطاع الخاص، وتقوية
الرأسمال البشري، ودعم مكافحة التغير المناخي. وإلى جانب هذه الركائز
الإستراتيجية، ستركز المؤسسة المالية كذلك على المجالات الأفقية، لاسيما زيادة
مشاركة النساء في سوق العمل، والتحول الرقمي.