الأمن السيبراني في المغرب ركيزة للسيادة الرقمية وداعم للنمو الاقتصادي

قال الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، اليوم الاثنين بالرباط، إن الأمن السيبراني أصبح مرادفا للسيادة الرقمية ورافعة أساسية للنمو الاقتصادي.
وأضاف السيد لوديي، خلال افتتاح الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني، أن الاستثمار في الأمن الرقمي لا يقتصر على كونه وسيلة للتحصين ضد المخاطر الإلكترونية، بل يسهم أيضا في تحسين مناخ الأعمال، وجذب الاستثمارات، وتعزيز الاستهلاك، ورفع تنافسية المقاولات.
وأكد أن تعزيز الأمن السيبراني يرسخ الثقة الرقمية لدى المواطنين والشركات، ويدعم مسار الانتقال نحو اقتصاد رقمي آمن ومستدام.
وأشار الوزير إلى أن المغرب حقق تقدما ملموسا في التحول الرقمي خلال السنوات الأخيرة، بفضل الرؤية الملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي مكنت البلاد من تطوير البنية التحتية الرقمية وتقديم خدمات رقمية عمومية تحسن الأداء الإداري وتسهل وصول المواطنين والمقاولات إلى الخدمات.
من جانبها، أكدت وزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح أن الثورة الرقمية، رغم آثارها العميقة على المجتمعات والاقتصادات، تواجه تحديات كبيرة، أبرزها تنامي الهجمات السيبرانية وتعقيدها بفعل الذكاء الاصطناعي.
وأضافت أن الأمن السيبراني لم يعد خيارا بل ضرورة لتعزيز قوة الاقتصادات وثقة المواطنين والشركاء، داعية إلى تعاون دولي لتقاسم الخبرات والممارسات الفضلى ومحاربة الجريمة الإلكترونية، مع التركيز على تطوير الكفاءات والتكوين.
أما الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، فأكدت أن الأمن السيبراني شرط أساسي لاسترجاع ثقة المواطن، وضمان السيادة الرقمية واستمرارية وجودة الخدمات العمومية.
وأشارت إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سجلت خلال الربع الثاني من 2025 ارتفاعا بنسبة 236٪ في هجمات (DDoS) على المواقع الإلكترونية، مؤكدة على مسؤولية المؤسسات العامة والخاصة والقطاع الأكاديمي وكل مستخدم للفضاء الرقمي في تعزيز الأمن السيبراني.
وأكدت الفلاح السغروشني أن الأمن السيبراني يعزز الثقة في المؤسسات، ويرتبط مباشرة بجودة الأداء العمومي، وحماية الأشخاص، واستقطاب الكفاءات والشركاء، موضحة أن البيئة الرقمية للثقة تمثل مؤشرا على التزام الدولة بالإتقان والمسؤولية والابتكار.
وينظم الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني، من 15 إلى 19 شتنبر الجاري، تحت شعار: "مستقبل الأمن السيبراني: السيادة الرقمية في خدمة تنمية اقتصادية مستدامة"، من طرف المديرية العامة لأمن نظم المعلومات التابعة لإدارة الدفاع الوطني، بشراكة مع المركز الإقليمي العربي للأمن السيبراني.
ويشكل هذا المنتدى منصة لتبادل الرؤى حول حماية البنيات التحتية الحيوية، وأمن الخدمات السحابية، ودور التكنولوجيات الناشئة في تعزيز صمود الفضاء الرقمي، بمشاركة خبراء وصناع قرار من المغرب والعالم العربي وإفريقيا.