الأمم المتحدة تحذر من فظائع جديدة في دارفور وتطالب بمرور آمن للمدنيين المحاصرين في الفاشر
صورة - ص.أ.م
حذر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من تدهور الوضع الإنساني بشكل خطير في مدينة الفاشر شمال دارفور، بعد تقارير تفيد بارتكاب قوات الدعم السريع انتهاكات واسعة ضد المدنيين عقب سيطرتها على مناطق كبيرة من المدينة ومدينة بارا بولاية شمال كردفان خلال الأيام الأخيرة.
وأفاد فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان، إن المعلومات الأولية تشير إلى "وضع بالغ الخطورة" منذ سيطرة قوات الدعم السريع على مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، محذرا من تصاعد خطر الفظائع ذات الطابع القبلي يوما بعد يوم، وداعيا إلى تحرك عاجل لحماية المدنيين وتأمين ممرات آمنة للهاربين من القتال.
وفي السياق ذاته، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التطورات الأخيرة بأنها "تصعيد مروع"، مشيرا إلى أن الأزمة لم تعد محصورة بين الجيش والدعم السريع، بل تفاقمت بسبب التدخلات الخارجية وتدفق السلاح من أطراف إقليمية ودولية.
التقارير الواردة إلى مكتب حقوق الإنسان تحدثت عن إعدامات ميدانية طالت مدنيين حاولوا الفرار من المدينة، وعمليات قتل ذات دوافع قبلية، إلى جانب احتمال وقوع انتهاكات جنسية واسعة بحق النساء والفتيات.
كما أظهرت تسجيلات مصورة رجالا عزلا يُطلق عليهم النار على يد مقاتلي الدعم السريع، إضافة إلى احتجاز مئات الأشخاص بينهم صحفيون ومتطوعون إنسانيون.
وتحدث المكتب عن نقص حاد في الغذاء والماء داخل الفاشر، مشيرا إلى قيام عناصر من الدعم السريع بإعدام خمسة رجال حاولوا إدخال مساعدات غذائية للمدينة التي تعاني حصارا مستمرا منذ نحو 18 شهرا.
وفي مدينة بارا شمال كردفان، أكدت الأمم المتحدة وقوع عمليات إعدام ميدانية مماثلة بحق مدنيين اتهموا بدعم القوات المسلحة، أسفرت عن مقتل العشرات.
ودعا فولكر تورك قوات الدعم السريع إلى وقف الانتهاكات فورا، واحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك منع استخدام التجويع كسلاح حرب وضمان مرور الإمدادات الإنسانية.
من جهتها، جددت دينيس براون، منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، مطالبتها بالسماح للمدنيين بمغادرة الفاشر بسلام، محذرة من أن آلاف الأشخاص ما زالوا عالقين في ظروف مأساوية وسط قصف متواصل وطرقات غير آمنة.
وأوضحت براون أن أكثر من 128 عاملا إنسانيا قتلوا منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة تمتلك 42 شاحنة جاهزة لدخول المدينة فور تلقيها ضمانات بالمرور الآمن.
وأكدت المسؤولة الأممية أن حرمان السكان من المساعدات يمثل "استخداما واضحا للتجويع كسلاح حرب"، مضيفة أن المجتمع الإنساني يبذل كل الجهود لمنع وقوع كارثة إنسانية أكبر في دارفور وكردفان.