إزالة الكربون فرصة أمام المقاولات المغربية المصدرة


إزالة الكربون فرصة أمام المقاولات المغربية المصدرة صورة - تعبيرية
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

        أكد المشاركون في مائدة مستديرة نظمت، أمس الخميس بالدار البيضاء، على هامش الدورة 11 من المعرض الدولي للنقل واللوجستيك لإفريقيا والمتوسط (لوجيسمد)، أن إزالة الكربون تتيح مزايا متعددة للمقاولات المغربية المصدرة. وتنظم هذه المائدة حول موضوع "إزالة الكربون.. شرط أساسي للتصدير"، تعتبر فرصة لإبراز ضرورة استثمار هذه المقاولات في تكنولوجيات أكثر نظافة وعمليات إنتاج أكثر استدامة للحد من انبعاثاتها الكربونية لتكون قادرة على المنافسة في السوق العالمية.
وهذا ما أبرزه المدير العام للصناعة بوزارة الصناعة والتجارة ، بالتأكيد على أن إزالة الكربون تعتبر خيارا استراتيجيا وتشكل فرصة سانحة أمام المقاولات المغربية والقطاع الصناعي بشكل عام، من أجل تحسين التنافسية وتقليص التكلفة الطاقية. لأن المغرب جعل إزالة الكربون من اقتصاده وصناعته إحدى أولوياته. وأن أن ضريبة الكربون، التي أقرها الاتحاد الأوروبي، تعتبر فرصة ، وأن المقاولات المغربية المصدرة مدعوة إلى التقيد بهذا المعطى الجديد.
كما أبرز المدير الإقليمي لشركة "إنجي" منطقة شمال إفريقيا، لويك جايجر-هوبر، أن المغرب يمتلك كل مفاتيح إنجاح عملية إزالة الكربون، مشيرا إلى أن المملكة "تتمتع بإرادة سياسية واضحة وطموحة للغاية، وبموقع جغرافي مثالي وبيئة أعمال جد واعدة، لا سيما باعتبارها وجهة استثمارية مهمة وديناميكية".
وأن عملية إزالة الكربون الصناعية لا تقتصر على طموح بيئي وحسب، بل إنها مرادف للأداء والنجاعة الاقتصادية. كما اعتبر من هذا المنطلق أنه من شأن إزالة الكربون تمكين المغرب من تعزيز نموه الاقتصادي، وتحسين اندماجه الإقليمي والإفريقي، وكذا كسب حصص في السوق، وتطوير شراكات تجارية فضلا عن استقطاب عدد أكبر من الاستثمارات الأجنبية.
وحول نفس الإيضاح أبرزت المسؤولة عن إزالة الكربون بمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، سارة حرار، أن المجموعة وضعت استراتيجية طموحة لإزالة الكربون، مذكرة بأن المجموعة ملتزمة بتحقيق الحياد الكربوني في النطاقين 1 و2 في أفق سنة 2030، وفي نطاقها 3 في أفق 2040.
لكن العلاقة بين إزالة الكربون والتصدير معقدة للغاية، نظرا إلى أنه من الضروري أن تأخذ بالاعتبار أوجه متعددة، منها تطور القوانين التنظيمية البيئية. وأن هذه التنظيمات شهدت في الآونة الأخيرة نموا مطردا، إذ انتقلت من كونها مجرد تدابير بسيطة إلى سياسات شاملة ومعقدة، على غرار ضريبة الكربون وأنظمة تداول الانبعاثات، الأمر الذي سيرفع من تكلفة الإنتاج بالنسبة للمصدرين.
وشكلت هذه المائدة المستديرة أيضا مناسبة لمديرة "التنظيم والمخاطر" بمجموعة "MedZ"، للتأكيد على أنه لا خيار أمام الصناعات المصدرة سوى "تكثيف جهودها من أجل إزالة الكربون وتقليل بصمتها الكربونية وذلك إذا أرادت الحفاظ على صادراتها نحو الدول الأوروبية وضمانها". كما أكدت على أن إزالة الكربون تقتضي العديد من التغييرات بالنسبة للمصدرين وتتطلب استثمارات مهمة في الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية والتنقل المستدام.

يعتبر المعرض الدولي للنقل واللوجستيك لإفريقيا والمتوسط (لوجيسمد)، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من 7 إلى 9 ماي تحت شعار "أي استراتيجيات لوجستية لمواجهة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية والبيئية؟"، ملتقى حيوي حيث تجتمع المنظومة اللوجستيكية للنقاش وتبادل الخبرات والتجارب.

اترك تعليقاً