أفغانستان بوابة النفوذ صراع غير مباشر بين واشنطن وموسكو

مع مرور أربع سنوات على الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، تعود البلاد لتكون محور صراع النفوذ بين القوى الكبرى. تسعى واشنطن لإعادة تموضع محدود عبر قاعدة باغرام الجوية لمراقبة المنطقة، بينما تحاول موسكو تحييد أي تأثير أمريكي جديد من خلال حزام دبلوماسي مع دول الجوار.
وفق تقييمات دبلوماسية أوروبية، يهدف التحرك الأمريكي إلى إعادة التوازن الإستراتيجي في آسيا الوسطى، مستفيدا من الضغط على موسكو بعد الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية. ويعتمد الأمريكيون على قوة ذكية ووجود اقتصادي واستخباراتي أكثر من الاعتماد على قوة عسكرية مباشرة، في محاولة لإعادة بناء نفوذ سياسي مواز للنفوذ الروسي والصيني.
في المقابل، تتخذ موسكو موقفا دفاعيا، محاولة منع واشنطن من استعادة أي موطئ قدم، مع إدراكها محدودية مواردها وقدرتها على النفوذ بعيدا عن جبهات الصراع في أوكرانيا.
ويصف المراقبون هذا الصراع بأنه نموذج حديث للحرب الباردة، حيث تعتمد القوى الكبرى على إدارة خطوط التماس والتأثير السياسي والاقتصادي، مع تجنب مواجهة مباشرة عالية الكلفة.
ويرى الأوروبيون أن التحركات الأمريكية والموسوية في أفغانستان تمثل مراوحة بين الضغط والسيطرة غير المباشرة، تعكس تنافسا طويل الأمد على النفوذ في قلب آسيا الوسطى.