المغرب والبرازيل رائدان في الهيكلة الجيو-اقتصادية الجديدة بجنوب الأطلسي

أكد سفير المغرب ببرازيليا، السيد نبيل أدغوغي، مساء الأربعاء، أن المملكة المغربية وجمهورية البرازيل الفيدرالية مدعوتان للاضطلاع بدور ريادي في الهيكلة الجيو-اقتصادية الجديدة لمنطقة جنوب الأطلسي، من خلال مبادرات مشتركة في مجال الاقتصاد الأزرق.
وأوضح السيد أدغوغي، في كلمة خلال حفل استقبال نظمته سفارة المملكة بمناسبة الذكرى المجيدة لعيد العرش، أن "الظرفية مواتية لتعزيز انخراط المغرب والبرازيل في الاقتصاد الأزرق، عبر مشاريع مشتركة في مجالات الصيد البحري المستدام، والأمن البحري، وحماية السواحل، والسياحة الساحلية".
واستعرض الدبلوماسي الدينامية المتنامية التي تشهدها العلاقات المغربية -البرازيلية، والتي تتجلى، على الخصوص، في استئناف خط الربط الجوي المباشر بين ساو باولو والدار البيضاء، وتوسيع الإطار القانوني، وتنظيم عدد من اللقاءات الاقتصادية، مشيرا إلى أن المبادلات التجارية الثنائية تجاوزت حاليا 3 مليارات دولار سنويا، مما يجعل من المغرب مركزا لوجيستيكيا وصناعيا وخدماتيا جاذبا.
كما ذكر السيد أدغوغي بانخراط المغرب الكامل في الفضاء الأطلسي، من خلال المبادرات الملكية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لفائدة تنمية القارة الإفريقية، وعلى رأسها مبادرة الدول الإفريقية الأطلسية، والمبادرة الملكية لتسهيل ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، ومشروع أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي، إلى جانب مشاريع مهيكلة مثل ميناء الداخلة الأطلسي.
وسلط المتحدث الضوء على الإصلاحات الكبرى التي انخرط فيها المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة، في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، مجددا التأكيد على عزم المملكة بناء شراكة استراتيجية ومتعددة الأبعاد ومثمرة مع البرازيل.
وأكد السيد أدغوغي، أيضا، تشبث المغرب بقيم التعايش الديني والسلام في الشرق الأوسط، مبرزا الدور المحوري الذي يضطلع به صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، في دعم جهود إحلال السلام في المنطقة.
من جانبه، نوه السيد كارلوس دوارتي، كاتب الدولة المكلف بإفريقيا والشرق الأوسط بوزارة الخارجية البرازيلية، بمتانة علاقات الصداقة والتعاون بين الرباط وبرازيليا، مشيرا إلى أن البلدين سيحتفلان السنة المقبلة ب 120 عاما من علاقاتهما الدبلوماسية.
وأشار المسؤول البرازيلي إلى أن إفريقيا استعادت مكانتها ضمن أولويات الدبلوماسية البرازيلية في عهد الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، مذكرا بزيارة وزير الخارجية البرازيلي إلى الرباط سنة 2024.
وأعرب عن ارتياحه لاستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين الدار البيضاء وساو باولو، منذ سنة 2024، معتبرا أن هذا الخط سيساهم في تعزيز المبادلات الاقتصادية والسياحية، سيما وأن المغرب يعد ثالث شريك تجاري للبرازيل في إفريقيا.
وبدوره، أشاد السيناتور هيران غونسالفيس، رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية البرازيلية-المغربية، بالنموذج المغربي، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، واصفا إياه ب "نموذج البراغماتية والرؤية المستقبلية"، الذي أثبت قدرته على بناء الجسور وتعزيز الاستقرار.
وفي هذا الإطار، أبرز الدور الاستراتيجي الذي يلعبه المغرب كجسر بين أوروبا وإفريقيا والأمريكيتين، مما يعزز مكانته الاقتصادية والدبلوماسية على الساحة الدولية.
وسلط السيناتور الضوء، أيضا، على الإمكانات الكبيرة للتعاون الثنائي، خاصة في مجالات الأمن الغذائي، الذي يشكل تحديا عالميا رئيسيا يضطلع فيه المغرب بدور محوري.
كما تحدث عن مجالات واعدة أخرى للتعاون، من بينها التكوين المهني، والبحث العلمي، والرقمنة، وتسهيل الاستثمارات.
وعلى صعيد السياسة الدولية، أكد السيد غونسالفيس أن المغرب يلعب، تحت قيادة صاحب الجلالة، دورا رياديا في الساحة العالمية، من خلال الدفاع عن قيم الانفتاح والتسامح والتعايش السلمي بين الأديان والثقافات.
وجدد، في هذا السياق، دعمه لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء، مذكرا بالمذكرة التي تبناها مجلس الشيوخ البرازيلي سنة 2023 لصالح هذه المبادرة.
وشهد هذا الحفل حضور عدد من الشخصيات البرازيلية من مختلف المشارب، إضافة إلى دبلوماسيين وأعضاء الجالية المغربية المقيمة بالبرازيل.
