الديمقراطية التشاركية في مائدة مستديرة بطنجة


الديمقراطية التشاركية في مائدة مستديرة بطنجة
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      قاربت مائدة مستديرة نظمها المركز المتوسطي للدراسات القانونية والقضائية، بشراكة مع الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان، وبتعاون مع جماعة طنجة، موضوع "دور الإعلام في التحسيس بالديمقراطية التشاركية للنهوض بالمشاركة المواطنة"، بحضور مسؤولين وأكاديميين وإعلاميين.

وشكل اللقاء مناسبة لتسليط الضوء على الأدوار الاستراتيجية التي يضطلع بها الإعلام في ترسيخ ثقافة المشاركة المواطنة، والدعوة إلى تطوير الوعي الجماعي بأهمية التفاعل الإيجابي مع السياسات العمومية المحلية، من خلال اعتماد مقاربات تواصلية مسؤولة ومواكبة للتحولات المجتمعية والانتظارات المواطناتية.

وفي هذا السياق، اعتبر مصطفى الغشام الشعيبي، رئيس المركز المتوسطي للدراسات القانونية والقضائية، أن أهمية هذا الموعد الأكاديمي تنبع من الدور الحيوي للإعلام في تحسيس وتوعية المواطنين بقيمة الديمقراطية التشاركية باعتباره آلية وساطة بين المواطنين والمؤسسات العمومية والمنتخبة.

ورأى الشعيبي، في تصريح صحفي، أن "وسائل الإعلام تعد فاعلا أساسيا ليس، فقط، في تتبع ورصد عمل المؤسسات المنتخبة، ولكن، أيضا، في إيصال صوت المواطنين لمتخذي القرار، وجعلهم في قلب العملية الديمقراطية، في إطار علاقة مترابطة وتكاملية".

بدوره، أكد عبد الكبير اخشيشن، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، على دور الإعلام في المساهمة في تعزيز الديمقراطية وتحقيق التنمية، مستحضرا "التوجيهات الملكية السامية، من خلال مجموعة من الخطب والرسائل التي أوصت بضرورة الاهتمام بالإعلام باعتباره ركنا أساسيا في البناء الديمقراطي".

وذكر اخشيشن، في مداخلة له، أن "هذه التوجيهات الملكية السامية أثمرت سنة 2005 المناظرة الوطنية حول الإعلام، التي كانت بداية ترسيخ التعاون المؤسساتي الذي يعطي للإعلام أهمية قصوى باعتباره خدمة عمومية".

وتوقف المتحدث ذاته عند المكتسبات التي جاء بها دستور المملكة لسنة 2011 في هذا الإطار، ومنها مأسسة وحق المواطن في الإعلام وحرية الصحافة، خدمة للهوية الوطنية في ظل تزايد تأثير الذكاء الاصطناعي، بما يتطلبه ذلك من العمل على التصدي للأخبار الزائفة وترويج المعطيات المضللة.

من جهته، سجل إبراهيم بوتفرت، أستاذ محاضر بكلية الحقوق بتطوان، أن اللقاء يأتي في سياق عالمي متحول يشهد تصاعدا في أهمية الوسائط الرقمية كفاعل مركزي في الحياة السياسية والاجتماعية، مما يجعل من الضروري إعادة التفكير في علاقتها بالمفاهيم التقليدية للديمقراطية، والمواطنة، والمجتمع المدني.

وأوضح بوتفرت، في مداخلته، أن "تكنولوجيا الاتصال الحديثة لم تعد مجرد أدوات تقنية، بل أصبحت فاعلا بنيويا في إعادة تشكيل الوعي الفردي والجماعي، وفي تغيير ملامح المجال العمومي".

وشدد على أن هذا الوضع "يفرض علينا، كممارسين ومهتمين وباحثين، مساءلة هذا الدور المتنامي للإعلام الرقمي، وتحديد تموقعه داخل سيرورة التحول الديمقراطي، خصوصا في السياق المغربي والعربي عموما".

اترك تعليقاً