مهرجان فاس للموسيقى العريقة تكريس لرؤية ملكية لفائدة الحوار بين الثقافات والأديان

كان يومه السب، موعد رئيس مؤسسة روح فاس، عبد الرفيع زويتن، مع موعد الندوة الصحفية، المنظمة على هامش الدورة 28 من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، الذي يتماشى مع الرؤية الملكية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يولي مكانة متميزة للثقافة من أجل تنمية المملكة.
أشار زويتن، خلال هذه الندوة، إلى أن المهرجان انبثق، منذ البداية، من رؤية ملكية تتمثل في إقامة تظاهرة من شأنها تعزيز روح التسامح والانفتاح على الآخر، وكذا الحوار بين الثقافات والأديان"، موضحا أن هذه الرؤية تجعل من معرفة الجذور والتقاليد مرتكزا أساسيا لبناء مستقبل أفضل، من خلال تشجيع إبراز قيم التعايش والانفتاح، ومعتبرا أن التسامح يظل، في السياق الدولي الحالي، قيمة أساسية ذات أهمية كبيرة.
وأضاف أنه تم اختيار موضوع "انبعاثات"، هذه السنة، ليعكس لحظة خاصة للتجديد الثقافي بالمغرب، مسجلا أن المملكة تشهد، حاليا، دينامية ثقافية متميزة، بفضل سلسلة من المبادرات الكبرى كتأهيل المدن العتيقة، وفي مقدمتها المدينة العتيقة لفاس، المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، وكذا إعادة تأهيل المواقع التاريخية في عدد من مدن المملكة.
ثم أكد رئيس المؤسسة أن "إنشاء متاحف تغطي مجموعة من المواضيع يعكس، أيضا، هذه الحيوية الثقافية التي تشهدها جميع أنحاء القارة الإفريقية"، مسلطا الضوء، أيضا، على مشاركة فنانين شباب من "العديد من البلدان الإفريقية الصديقة، حاملين لتقاليد مقدسة عريقة، والتي تشكل أحد أوجه الغنى الرئيسية للقارة".
وفي معرض تطرقه لموضوع "انبعاثات"، أكد على ارتباطه الطبيعي بإيطاليا، مهد التجديد الثقافي والفكري في القرن السادس عشر، كما أشار إلى التوأمة بين مدينتي فاس وفلورنسا، "وهي توأمة فريدة بالنسبة للعاصمة التوسكانية، مما يضفي بعدا رمزيا قويا على هذه الدورة.
وأشار إلى أن هذه الدورة والدورات اللاحقة من المهرجان ستولي مكانة خاصة للشباب، من خلال شراكات مع المعهد الموسيقي لفاس وجامعات الجهة، من أجل تمكين الفنانين الشباب من منصة للتعبير عن مواهبهم وتطوير مهاراتهم.
للذكر، شهد مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، منذ تأسيسه سنة 1994 نجاحا باهرا، باستضافة أسماء فنية لامعة من مختلف الآفاق، تتقاسم "السعي نحو المقدس".