مركز التربية والتكوين بجماعة سوق الطلبة بإقليم العرائش فضاء هام لتمكين النساء القرويات اقتصاديا

يشكل مركز التربية والتكوين بالجماعة الترابية سوق الطلبة، بإقليم العرائش، منصة لتأهيل قدرات النساء وتمكينهن اقتصاديا واجتماعيا.
ويجسد هذا المركز، الذي تم إحداثه وتجهيزه في إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، العناية الخاصة للنهوض بأوضاع النساء والفتيات، لاسيما القرويات أو في وضعية هشة، من خلال تعزيز قدراتهن ومهاراتهن الحرفية والارتقاء بقابليتهن للتشغيل، في أفق إدماجهن في سوق الشغل.
وتواصل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي ساهمت في تجهيز المركز بغلاف مالي يصل إلى 300 ألف درهم من إجمالي 410 آلاف درهم، ضمن برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، في تنزيل مشاريعها الاقتصادية والاجتماعية، خاصة تلك التي تندرج في سياق تمكين النساء وتحسين أوضاعهن السوسيو-اقتصادية.
وأبرزت شيماء شكري، إطار بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم العرائش، أن المركز هو ثمرة شراكة فاعلة بين عمالة إقليم العرائش، من خلال اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بالعرائش، وجماعة سوق الطلبة، وجمعية الإبداع للتنمية والأعمال الاجتماعية، المسيرة للمركز.
وذكرت بأن تجهيز المركز، منذ إطلاقه سنة 2023، يساهم بفعالية في تمكين النساء، حيث استفادت من خدماته 63 امرأة وفتاة من المنطقة، حصلن على تكوينات عملية في الخياطة العصرية والتقليدية، والحلويات، والحلاقة، وطرز "الرندة"، معتبرة أن هذه المنشأة "تكتسي أهمية خاصة لكونها توفر للنساء القرويات تكوينات تؤهلهن لولوج سوق الشغل".
في هذا السياق، شددت كريمة الهواري، إطار بمؤسسة التعاون الوطني بإقليم العرائش، على أن هذا المركز يجسد التنزيل العملي بالعالم القروي لسياسات القطاعات العمومية للنهوض بأوضاع المرأة، وتنميتها اجتماعيا وتعزيز مكانتها في محيطها المحلي، كما يتماشى وجهود مؤسسة التعاون الوطني الرامية لمواكبة النساء في وضعية صعبة، لاسيما في المناطق القروية.
وأوضحت أن هذا المركز يقدم مجموعة من التكوينات المهنية والحرفية في مجموعة من الشعب المطلوبة في سوق الشغل، لاسيما الخياطة والطبخ والحلاقة، معتبرة أن هذه التكوينات "تؤهل النساء لاندماجهن في سوق الشغل وتحقيق استقلالهن المادي وتمكينهن اقتصاديا بعد التخرج".
أما نبيلة الحراق، مديرة المركز، فأوضحت أن هذه المنشأة، التي رأت النور بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أتاحت لمجموعة من النساء والفتيات القرويات الحصول على تكوينات حرفية عبر ورشات "الخياطة العصرية" و"الخياطة التقليدية" و"الحلويات" والخياطة".
وأبرزت الحرص على أن يكون الوقع الاجتماعي للمركز أكبر، من خلال مواكبة النساء للانتظام في تعاونيتين متخصصتين في الخياطة والحلويات، أو الانطلاق في مشاريع ذاتية أو الاشتغال في القطاع الخاص، داعية فتيات الوسط القروي بإقليم العرائش إلى اغتنام الفرص المتاحة، ضمن المراكز المحدثة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من أجل الاجتهاد والتكوين لتحقيق ذاتهن واستقلالهن المادي.
وبالفعل، فقد احتفى المركز، أمس الثلاثاء، بتخرج الفوج الأول من المستفيدات من التكوينات الحرفية في الورشات الأربع، والتي أشرفت عليها مؤطرات ذوات كفاءة أكيدة، في عدد من الحرف اليدوية.
وحصلت المستفيدات على شواهد التخرج بعد إتمامهن مدة التكوين، وهو ما يفتح أمامهن آفاقا رحبة، سواء من خلال التعاونيتين المحدثتين بسوق الطلبة، أو بولوجهن سوق الشغل أو الانطلاق في مشاريع ذاتية تضع أقدامهم في عالم المقاولة وريادة الأعمال.