كلمة غوتيريش في قمة حركة عدم الانحياز
صورة - م.ع.ن
انعقدت يوم أمس السبت بالعاصمة الأوغندية كمبالا، قمة حركة عدم الانحياز، وذلك في سياق تتصاعد فيه التوترات وتحتدم فيه الصراعات، والتي كان موضوعها "تعميق التعاون من أجل الرخاء العالمي المشترك".
وعرفت هذه القمة كلمة للأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" والتي أوضح فيها أن الوضع المتأزم في قطاع غزة لم يسبق له مثيل خلال فترة ولايته، مؤكدا أنه فيما يبذل العاملون في المجال الإنساني قصارى جهدهم لتقديم الإغاثة لسكان القطاع، فإنهم يواجهون قصفا مستمرا، فضلا عن القيود على الطرق المتضررة، وانقطاع الاتصالات، وكلها عوامل تعرقل وصولهم. داعيا إلى وقف إطلاق النار، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن. مشيرا إلى أن رفض حل الدولتين، وإنكار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة "أمر غير مقبول"، حيث إن هذا من شأنه أن يطيل أمد الصراع الذي أصبح يشكل تهديدا كبيرا للسلام والأمن العالميين، ويؤدي إلى تفاقم الاستقطاب، وتشجيع المتطرفين في كل مكان، واصفا، كذلك، أن فقدان 152 من موظفي الأمم المتحدة في غزة، هو مأساة مفجعة للمنظمة، ولأسرهم، ولمن كانوا يخدمونهم في غزة.
وفيما يخص موضوع القمة، أكد الأمين العام أن الرخاء العالمي يعتمد على السلام، وهو "ما يتطلب مؤسسات تعكس عالم اليوم، وليس عالم ما قبل 80 عاما". مبرزا أن قمة المستقبل التي ستعقد في شتنبر المقبل ستشكل "فرصة فريدة" للنظر في إصلاحات مؤسسات الحوكمة العالمية، وتعزيز الأفكار الرامية إلى إعادة بناء الثقة، وتعزيز التعاون متعدد الأطراف.
وأضاف "غوتيريش" أن السلام بدوره يتطلب تنمية مستدامة، موضحا أنه، حتى يومنا هذا، لازال الناس يعانون من الجوع، وتفتقر المجتمعات المحلية إلى الرعاية الصحية والمياه النظيفة والكهرباء والصرف الصحي، وتكافح الأسر لتغطية نفقاتها دون حماية اجتماعية وشبكات أمان، كما يحرم الأطفال من حقهم في التعليم، وتعاني البلدان النامية من أزمات اقتصادية، مبينا أن هذا الأمر لن يتحقق إلا من خلال تخفيف أعباء الديون وإعادة توجيه حقوق السحب الخاصة غير المستخدمة، وإصلاح نظام مالي عالمي، داعيا أيضا جميع البلدان لحوكمة ميزانياتها عبر الاستثمار في أنظمة التعليم والصحة والتغذية والحماية الاجتماعية، وتعزيز التماسك الاجتماعي للمجتمعات، ودعم حقوق الإنسان، وكذا الاعتراف بحقوق الأقليات والتصدي لجميع أشكال التمييز.
علاوة على ذلك، حث المتحدث ذاته حركة عدم الانحياز على مطالبة القادة بالوفاء بالتزاماتها المرتبطة بتمويل المناخ التي وعدت بها في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 28" وقمة أهداف التنمية المستدامة المنعقدة في شتنبر الفارط.