جهة الرباط-سلا-القنيطرة تعلن انخلراطها في بناء مدن مستدامة بمناسبة شهر أكتوبر الحضري
صورة - م.ع.ن
جرى، اليوم الخميس بالرباط، تنظيم لقاء جهوي تخليدا ل "شهر أكتوبر الحضري" و"اليوم العالمي للمدن"، وذلك تحت شعار "الرباط - سلا - القنيطرة، جهة منخرطة في بناء مدن مندمجة، مستدامة، مرنة ومتصلة".
والمبادرة، التي نظمتها المصالح الجهوية لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، ومؤسسات التكوين الخاضعة لوصايتها، لا سيما المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية والمعهد الوطني للتهيئة والتعمير، شكلت مناسبة لتقاسم التجارب، وتثمين المبادرات الجهوية، وتبادل الرؤى حول آفاق العمل في مجالي تهيئة الترابية والتعمير.
وتوخت هذه الاحتفالية الجهوية، التي تنسجم مع الدينامية الدولية في هذا المجال، دعوة جميع الشركاء الجهويين لتوحيد الجهود من أجل بناء مدن مغربية أكثر ذكاء واندماجا وإنسانية، كما سعت إلى إبراز الجهود المبذولة في مجالات التخطيط الحضري المستدام، والابتكار الترابي، والتحول الرقمي.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد الكاتب العام للوزارة، يوسف حسني، أن هذه اللحظة المميزة للتشاور والتفكير الجماعي حول مستقبل المدن تعد بمثابة دعوة لجميع الفاعلين المعنيين إلى توحيد الرؤى حول التنمية الحضرية، القائمة على أساس الاندماج الاجتماعي، والإنصاف الترابي، والاستدامة البيئية.
وأضاف قائلا: إن "سياساتنا العمومية لا تحقق مغزاها الكامل إلا عندما تضع الإنسان في صميم التنمية الترابية"، مشيرا إلى أن الوزارة تحرص على تعزيز الابتكار الترابي، وتحسين جودة الحياة الحضرية، وترسيخ حكامة تشاركية ومندمجة، من خلال تقريب المواطنين والجماعات من القرار وتثمين التجارب الناجحة والحلول الذكية والمستدامة.
وشدد السيد حسني على ضرورة مد جسور بين المعرفة الأكاديمية والممارسة الميدانية، وبين الرؤى المستقبلية والإنجازات العملية، موضحا أن تضافر الكفاءات العلمية والتقنية والمؤسساتية يشكل شرطا أساسيا لمواجهة التحديات المعقدة للمدينة المغربية في القرن الحادي والعشرين، لتكون مدينة ذكية ومندمجة وإنسانية.
أما المفتشة الجهوية للتعمير والهندسة المعمارية وإعداد التراب الوطني بجهة الرباط - سلا - القنيطرة، لمياء السغروشني، فأكدت أن الجهة تعد "مجالا للتجريب والعمل"، حيث تتقاطع التكنولوجيا والاستدامة والتضامن لبناء مدن الغد، بما يجعلها أكثر إنصافا، وأكثر خضرة، وأكثر ارتباطا بتطلعات سكانها.
وأشارت إلى أن الجهة، التي تمتد على مساحة تفوق 18 ألف كيلومتر مربع، تتميز بمعدل تمدن يبلغ 71 في المائة، وهو أعلى من المتوسط الوطني، مما يعكس ديناميتها الحضرية والديمغرافية، في وسط غرب المملكة، مضيفة أن هذه الجاذبية تتجلى في نسبة النمو السنوي المتوسط بالجهة التي تصل إلى 1,14 في المائة، مما يكرس مكانتها كأحد الأقطاب التنموية الكبرى في المغرب.
وأبرزت السغروشني أن جهة الرباط- سلا - القنيطرة تطمح إلى أن تصبح جهة نموذجية تجمع بين الحداثة التكنولوجية والبعد الإنساني، عبر الرهان على التحول الرقمي والابتكار لبناء مدن ذكية ومترابطة ومندمجة، مع السعي إلى تحقيق توازن ترابي أمثل بين المجالات الحضرية وشبه الحضرية والقروية، إلى جانب تعزيز حكامة حضرية تشاركية تضع المواطن في صلب كل سياسات التهيئة.
بدوره، أوضح مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، عبد الهادي ابن يحيى، أن الاحتفال ب "أكتوبر الحضري" و"اليوم العالمي للمدن 2025" يشكل فرصة استراتيجية لتثمين الجهود المبذولة في مجالات التخطيط الحضري المستدام، والابتكار الترابي، والتكوينات الحديثة، مضيفا أن هذا اللقاء الجهوي يتيح المجال للأساتذة والطلبة للنقاش حول مواضيع تبرز الدور الحاسم للابتكار والتكنولوجيا في خدمة تعمير مستدام، ومندمج، ومرن، يضع الإنسان في مركز الاهتمامات.