جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تحاول خنق مالي بقطع واردات الوقود

بدأت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" الموالية لتنظيم القاعدة في مالي بإحراق شاحنات الوقود عند مداخل البلاد، بعد أيام من إعلانها فرض حصار في شريط مصور نشر على الإنترنت، في خطوة تهدف إلى قطع طرق الإمداد الرئيسية.
وفي العاصمة باماكو، عبر السكان عن قلقهم إزاء هذه التطورات وقال العسكري المتقاعد شيخ عمر كوليبالي: "الجهاديون يروجون لأنهم يسيطرون على البلاد بأكملها. هنا في باماكو نشعر بالخوف، لكن هذه مجرد دعاية، فهم عاجزون عن السيطرة على العاصمة."
ورغم أن باماكو كانت قد تعرضت لهجمات سابقة، من بينها استهداف معسكر عسكري والمطار الرئيسي سنة 2024، إلا أن أسلوب الجماعة هذه المرة يركز على خنق الاقتصاد الوطني.
وأوضح الخبير الاقتصادي موديبو ماو ماكالو أن "الوقود ومشتقاته يمثل 33 في المائة من واردات مالي.
والسنغال يعد موردا أساسيا، سواء للوقود أو لمواد أخرى مثل الإسمنت عبر مهاجمة قوافل الشاحنات والمنشآت الصناعية في إقليم كاي، يسعى هؤلاء المسلحون إلى وقف المبادلات التجارية وحرمان العاصمة من الإمدادات."
ويواجه مالي تصاعدا في انعدام الأمن منذ عام 2012، حين سيطر المتطرفون على شمال البلاد ومنذ ذلك الحين، توسعت رقعة العنف جنوبا، رغم التدخل العسكري الفرنسي عام 2013.
وباعتباره بلدا غير ساحلي يعتمد بشكل كبير على الواردات، يبقى مالي مهددا بالشلل الاقتصادي، كما حدث خلال العقوبات التي فرضتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) سنة 2022