تزامنا مع المأزق الإيراني تقف الجزائر وحيدة في دعم الميليشيات الإرهابية المزعزعة للاستقرار

في الوقت الذي تحصي فيه إيران أيامها تحت وطأة الضربات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة، قد تتجه الأضواء الجيو-سياسية نحو نظام آخر متهم بلعب دور مماثل في زعزعة الاستقرار وهو النظام العسكري الجزائري.
فقبل استهداف البرنامج النووي الإيراني، دمرت إسرائيل وكلاء الدولة الفارسية في لبنان، والأمر يتعلق بحزب الله. في غضون ذلك، فقدت إيران ما كان معقلها في سوريا بسقوط نظام بشار الأسد.
الجزائر، الداعمة لإيران، منذ فترة طويلة، انحازت إلى جانب نظام الملالي في صراعات إقليمية مختلفة، من خلال دعمها لبشار الأسد بإرسال عساكرها ومرتزقة جبهة البوليساريو، دميتها، للقتال ضد الثوار السوريين.
كما كانت إيران سخية في دعم جبهة البوليساريو التي ترعاها الجزائر، ونشر المذهب الشيعي في الجزائر وشمال إفريقيا على نطاق أوسع، في محاولة لتصدير ثورتها الإسلامية إلى الدول ذات الأغلبية السنية.
إن تقويض النظام الإيراني سيترك الجزائر وحيدة في استخدام البوليساريو لزعزعة استقرار المغرب، الحليف الرئيسي للغرب.
ففي ظل اقتصاد راكد ونظام سياسي قمعي وشباب يطالبون بالإصلاح، اختار النظام في الجزائر الاستثمار في المغامرات الخارجية، بدلا من التقدم المحلي، لتكون النتيجة أن نفر جيرانه منه، وأثار عداء الاتحاد الأوروبي، وتحالف مع دول منبوذة وكل ذلك ويدعي أنه قوة من أجل السلام.
مع سقوط وكلاء إيران واحدا تلو الآخر، وتعرض حزب الله للضغط، وإسقاط نظام بشار الأسد، وعزل الحوثيين، تقف الجزائر وحيدة بشكل متزايد، متمسكة باستراتيجية فاشلة من المواجهة والإنكار.
لم يعد السؤال المطروح هو ما إذا كانت الجزائر معزولة، بل ما إذا كان النظام في الجزائر قادرا على تجاوز عواقب طموحاته المتهورة.