المركب الاستشفائي الجامعي الدولي محمد السادس بالداخلة ورش استراتيجي يجعل من المدينة قطبا قاريا للسيادة الصحية


المركب الاستشفائي الجامعي الدولي محمد السادس بالداخلة ورش استراتيجي يجعل من المدينة قطبا قاريا للسيادة الصحية صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - و.م.ع

      يمضي المركب الاستشفائي الجامعي الدولي محمد السادس بالداخلة، الذي تشرف على بنائه مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة (FM6SS)، بخطى ثابتة ليصبح إحدى أبرز البنيات الصحية الحديثة الموجهة لدعم السيادة الصحية على مستوى القارة الإفريقية.

وقد صمم هذا الورش كمنظومة متكاملة تجمع بين العلاج والبحث العلمي والتكوين عالي المستوى، في نموذج يعد من الأكثر ابتكاراً بالقارة.

 

الهدف المركزي للمشروع، وفق المسؤولين، هو تحويل الداخلة إلى قطب جامعي واستشفائي قادر على تكوين أجيال جديدة من مهنيي الصحة، وتقديم خدمات طبية متقدمة، وتعزيز الابتكار الطبي والتكنولوجي.

وخلال تصريحات على هامش القمة الإفريقية الأولى حول أنظمة الصحة والسيادة الصحية التي احتضنتها الداخلة نهاية نوفمبر الماضي، أوضح رئيس جامعة محمد السادس للعلوم والصحة، البروفيسور محمد العدناوي، أن المركب يشيّد وفق النموذج ذاته المعتمد في مواقع الدار البيضاء والرباط ومراكش وأكادير، ويضم جامعة متكاملة ومستشفى جامعي حديثا ومركز محاكاة عالي التكنولوجيا.

 

وأشار العدناوي إلى أن كلية محمد السادس للطب بالداخلة حققت نسبة إنجاز وصلت إلى 60%، وتستعد لاستقبال نحو 1000 طالب في الطب عند اكتمالها، عبر بنية بيداغوجية تشمل ثلاث مدرجات، وقرابة 30 قاعة للدروس والتطبيقات، ومكتبة، ومركز محاكاة.

وبالموازاة، بلغت كلية محمد السادس لعلوم التمريض والمهن الصحية مستوى إنجاز يصل إلى 75%، بطاقة استيعابية تناهز 200 طالب، ضمن تكوينات متقدمة تشمل تخصصات في طب الأورام، وطب حديثي الولادة، وطب المستعجلات، وطب الكوارث وهي برامج غير مسبوقة في المغرب وإفريقيا.

 

المديرة الأكاديمية لكلية الهندسة بجامعة محمد السادس للعلوم والصحة، البروفيسور بسمة جيودي، أكدت أن المشروع يجسد تحولا كبيرا في العلاقة بين الطب والتكنولوجيا، حيث يتم إدماج الذكاء الاصطناعي والرقمنة في التكوين والممارسة الطبية.

وأبرزت أن كلية الهندسة، المشيدة على مساحة 6.300 متر مربع، تضم مختبرات وقاعات دراسية وأخرى للأعمال التطبيقية، وتستوعب أكثر من 670 طالبا، يشكل التخصص في هندسة الصحة ثلثهم، فيما يشتغل أكثر من 850 خريجا من المؤسسة حاليا في مختلف مكونات المنظومة الصحية.

 

ومن بين أهم الإضافات النوعية للمشروع، تدشين الأكاديمية الإفريقية لعلوم الصحة، التي وصفها البروفيسور جعفر هيكل بأنها "خطوة كبرى" لترجمة التوجيهات الملكية في مجال السيادة الصحية.

وتهدف هذه الأكاديمية إلى توحيد الطاقات والخبرات الإفريقية من أجل تطوير الأنظمة الصحية بالقارة، وتعزيز الولوج إلى الأدوية واللقاحات، وتدعيم الرعاية الأولية والبحث العلمي والبنيات الصحية.

 

من جانبه، أوضح المدير العام لموقع الداخلة، البروفيسور عبد الصمد الأزهري، أن المستشفى الجامعي المقبل سيشكل مرجعا طبيا للأقاليم الجنوبية، بطاقة استيعابية تصل إلى 300 سرير، وقدرته على استقبال ما بين 200 ألف و250 ألف مريض سنويا، منهم 40 ألف حالة مستعجلة.

ويضم المستشفى جميع التخصصات الطبية الأساسية والمتقدمة، إضافة إلى تجهيزات حديثة، ومركز محاكاة، وإقامات طلابية مجهزة، فضلا عن مركز للمؤتمرات بطاقة 600 مقعد مخصص للملتقيات العلمية.

 

يجسد المركّب، بما يحمله من رؤية شمولية تجمع بين التكوين الجامعي والبحث الطبي والرعاية الاستشفائية والهندسة البيوطبية، التحول العميق الذي يعرفه القطاع الصحي بالمغرب.

كما يعكس رغبة واضحة في ترسيخ الداخلة كقطب إفريقي استراتيجي قادر على تلبية حاجيات القارة، والمساهمة في بناء سيادة صحية إفريقية حقيقية تقوم على الابتكار والتعاون والنموذج المغربي في التكوين الطبي.

اترك تعليقاً