القنب الهندي في الحسيمة يتحول من زراعة تقليدية إلى فرص اقتصادية واعدة


القنب الهندي في الحسيمة يتحول من زراعة تقليدية إلى فرص اقتصادية واعدة صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

        شهدت الحسيمة تحولا غير مسبوق في مجال القنب الهندي، حيث لم يعد مجرد محصول زراعي تقليدي، بل أصبح مشروعا متكاملا يمتد من الحقول إلى المصانع، مع خلق فرص اقتصادية واجتماعية جديدة للمنطقة.

 

بفضل تفعيل القانون 13.21 المتعلق بالاستخدامات المشروعة للقنب الهندي، تمكن المزارعون من العمل في إطار قانوني واضح، وسط متابعة دقيقة من الشركات والمختصين، لضمان جودة الإنتاج والامتثال للمعايير الدولية.

وقد أدى هذا الدعم إلى ارتفاع مساحة الأراضي المخصصة للقنب القانوني إلى أكثر من 1300 هكتار، مع انخراط أكثر من 1500 فلاح ضمن 148 تعاونية، مقارنة بأرقام أقل بكثير الموسم الماضي.

 

المزارعون في جماعة الرواضي وجماعة كتامة أصبحوا يروون الحقول بآمال جديدة، فمشاتل حديثة ووحدات لتجفيف وتحويل القنب الهندي أصبحت جزءا من المشهد، بينما تسعى بعض التعاونيات لبناء مصانع لتحويل المحصول إلى منتجات طبية وصناعية، ما يجعل المنطقة في قلب اقتصاد محلي واعد.

 

ويؤكد الفاعلون المحليون مثل فؤاد بنعلي ويونس شعوان أن المشروع يوفر للمزارعين وللشباب فرص عمل حقيقية ويعزز الاقتصاد الاجتماعي، إذ يتيح لهم دخول سوق دولية متنامية، مع الحفاظ على جودة الإنتاج وتنوع الأصناف.

 

من جانبها، تتابع شركات مثل "نافيتاس كروب" كل مراحل الإنتاج، من الزراعة إلى الحصاد والتجفيف، لضمان مردودية عالية وفق المعايير الصحية الصارمة، ما يعكس جدية التوجه نحو إنتاج مسؤول ومستدام.

 

ومع مشروع بناء أول وحدة تحويلية بامريقة جماعة الرواضي، تستعد الحسيمة لخطوة نوعية نحو صناعة القنب الهندي، والتي ستفتح آفاقا استثمارية جديدة، وتساهم في خلق فرص شغل، وتنمية الاقتصاد المحلي بطريقة متكاملة ومسؤولة.

 

هذه التجربة في الحسيمة تعكس كيف يمكن لقانون وتنظيم واضحين أن يحولا نشاطا تقليديا إلى رافعة للتنمية، مع الحفاظ على التوازن بين الفائدة الاقتصادية والاجتماعية واحترام البيئة والمعايير الدولية.

اترك تعليقاً