الصيادلة الغاضبون يصعدون بتنظيم وقفة احتجاجية واسعة النطاق بالرباط


الصيادلة الغاضبون يصعدون بتنظيم وقفة احتجاجية واسعة النطاق بالرباط صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      في مواجهة أزمة وصفوها بـ"غير المسبوقة"، قرر الصيادلة في المغرب رفع أصواتهم. فقد أعلن اتحاد نقابات صيادلة المغرب (CSPM) عن تنظيم وقفة احتجاجية وطنية واسعة النطاق يوم الخميس 23 أكتوبر 2025 أمام وزارة الصحة بالرباط. ومن خلال هذه التعبئة، تعتزم النقابة التنديد بتقصير الحكومة، والتدهور المستمر للقطاع، والمطالبة بتنفيذ الإصلاحات الموعودة منذ سنوات.ففي بيان صحفي نُشر يوم الثلاثاء الماضي، استنكرت النقابة العامة للصيادلة (CSPM) استمرار تجاهل السلطات للاتفاقيات المبرمة مع الصيادلة، والتي كان بعضها موضوع تقارير رسمية موقعة مع وزراء صحة سابقين. وأكدت النقابة في بيانها الصحفي: "في ظل غياب التنفيذ الملموس، يجد القطاع نفسه في وضع متفجر. ويحذر الصيادلة من خطر الإفلاس الجماعي للصيدليات، في ظل بيئة قانونية واقتصادية يرونها غير قابلة للاستمرار. فمن جهة، لا تزال القوانين البالية تستخدم لملاحقة الصيادلة بشكل تعسفي؛ ومن جهة أخرى، لا تزال العديد من النصوص التشريعية تنتظر مراسيمها التنفيذية، مما يغرق المهنة في فوضى تنظيمية غير مسبوقة".ووفقا للهيئة نفسها، يعد الاعتصام المزمع تنظيمه في 23 أكتوبر المقبل، استمرارا للتجمع الكبير الذي عُقد في 9 سبتمبر المنصرم، والذي شهد بالفعل تعبئة واسعة.ويرى الاتحاد أن الإشارات التي وُجهت في هذه المناسبة لم تؤخذ في الاعتبار، ويرى ضرورة "تكثيف الجهود" للدفاع عن بقاء قطاع حيوي، يقع في صميم السلامة الدوائية الوطنية.و انتقد الاتحاد وزير الصحة لعدم اعتماده "النهج التشاركي ببعده الديمقراطي"، بتجاهله المقترحات "البناءة" التي قدمها ممثلو الصيادلة. وبحسب النقابة، فإن هذا الموقف يهدد بتسريع انهيار القطاع، ويعرض حصول المواطنين على أدوية آمنة ومتاحة وذات جودة عالية للخطر.ويتفاقم الوضع، وفقا للاتحاد، بسبب غياب الانتخابات منذ عام 2019 لتجديد الهياكل التمثيلية للمهنة. هذا الفراغ المؤسسي، الذي يعتبر "غير طبيعي"، يقوض استقرار ومصداقية المنظومة الدوائية المغربية، ويفاقم الشعور بالإهمال لدى الفاعلين في القطاع.لذا، وبينما تنتظر لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب استجواب وزير الصحة حول خطته لمعالجة اختلالات القطاع، تحذر النقابة من أن استمرار الوضع الراهن قد يؤدي إلى تصعيد الحركة الاحتجاجية، المفتوحة على "جميع أشكال التعبئة" للدفاع عن المهنة وضمان حق المواطنين في دواء عالي الجودة.وذكرت النقابة أخيرا، بأن التوجيهات الملكية السامية تُصر على إصلاح منظومة الصيدلة، التي تعتبر ركيزة أساسية لنجاح مشروع التغطية الصحية الشاملة. وهو مشروع استراتيجي يعتبره الصيادلة "مهددا" إذا استمرت الحكومة في "تقاعسها".

اترك تعليقاً